شهد عام 2023 سلسلة من الأحداث الكارثية والصراعات المروعة التي ضربت العالم بقوة، مما أدى إلى حروب دموية في العديد من البلدان، مخلفة دمارا هائلا وخسائر بشرية جسيمة. زلازل مدمرة هزت سوريا والمغرب وليبيا، مما أدى إلى آلاف الضحايا ودمار واسع النطاق في البنية التحتية. وفي السودان، اشتعلت حرب مدمرة بين الجيش وجماعات مسلحة، تركت آلاف القتلى والجرحى وأزمة إنسانية خانقة. في 6 فبراير، ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة سوريا وتركيا، أسفر عن مصرع نحو 6 آلاف شخص في سوريا، وسبب دمارًا هائلًا في المباني. رغم العقوبات المفروضة على دمشق، تمكنت الجهود الإقليمية من تسهيل دخول المساعدات إلى هذه المنطقة المنكوبة. أما في 8 سبتمبر، فشهد المغرب زلزالًا عنيفًا بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، أسفر عن وفاة 2680 شخصًا وإصابة 25621 آخرين. تسبب الزلزال في انهيار المباني وتضرر المواقع الأثرية، تركّزت الآثار الوخيمة من القرى الجبلية في مدينة مراكش القديمة حتى الساحل الشمالي للمغرب. في اليومين التاليين للزلزال في المغرب، اجتاح إعصار "دانيال" شرق ليبيا في 10 سبتمبر، حيث ضرب مدينتي درنة والبيضاء. تسببت الفيضانات الغزيرة التي تبعت الإعصار في غرق الآلاف ومقتل أكثر من 3800 شخص، وإصابة الآلاف الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، تُعتقد وجود نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، بعضهم قد يكونون جثثا لا تزال في البحر، وأدى الإعصار أيضًا إلى تدمير البنية التحتية في العديد من الأحياء. في منتصف إبريل، اندلع صراع عسكري دموي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أسفر حتى الآن عن وفاة حوالى 12 ألف شخص وتشريد نحو 6 ملايين داخلياً وخارجياً. تكبدت البنية التحتية خسائر مالية تقدر بحوالي 60 مليار دولار، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية، خاصة في القطاع الصحي، وتفشي الأوبئة مثل الملاريا وحمى الضنك. تضررت نسبة كبيرة من المستشفيات، حيث خرجت نحو 70% منها عن الخدمة، وشهدت نقصًا حادًا في موارد الفحص الفيروسي، مما أدى إلى تعليق التبرع بالدم في بعض المستشفيات. تسبب هذا الوضع في وفاة المئات من المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكلى والسكري، نتيجة لنقص حاد في الرعاية الطبية والأدوية الحيوية. توقع صندوق النقد الدولي تراجعًا حادًا في اقتصاد السودان نتيجة لتصاعد النزاع، خاصة مع تركيز القتال في العاصمة الخرطوم، التي تضم صناعات حيوية، دون رؤية واضحة لنهاية الأزمة. في السابع من أكتوبر، تعرضت إسرائيل لأضخم هجوم بري في تاريخها، نفّذته حركة حماس تحت اسم "طوفان الأقصى"، استهدفت المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1200 شخصًا، معظمهم إسرائيليون، إضافة إلى بعض الأجانب. كان الهدف من هذا الهجوم إجبار تل أبيب على وقف اعتداءاتها على الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وفقًا لبيان من الحركة. ردت إسرائيل على الهجوم بتنفيذ عملية "السيوف الحديدية"، التي تحولت إلى حرب هجومية على قطاع غزة. لم تقتصر على استهداف عناصر "حماس" وإنما شملت جميع سكان القطاع وبنيته التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. استُخدمت فيها أسلحة متقدمة و20 ألف طن من المتفجرات، في عملية ضغط كشفت تصريحات مسؤولين إسرائيليين، منهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أكدت تلك العملية تهدف إلى إجبار السكان على مغادرة غزة إلى الخارج، خاصة نحو مصر. ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية حتى الآن إلى نحو 18 ألف قتيل فلسطيني و47 ألف مصاب، وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة التابعة ل"حماس" في غزة. شهدت هذه الحرب تدميرًا شاملاً للعديد من المرافق الأساسية، خاصة في شمال غزة، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان نحو الجنوب. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الإنساني من 24 نوفمبر إلى صباح 1 ديسمبر، إلا أن العنف عاد بسرعة، مع محاولات جديدة لتحقيق هدنة أعلنت في 11 ديسمبر، حيث يتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.