احتل المغرب المرتبة الثامنة على مستوى منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، وال22 عالمياً بين أكثر الأسواق جاهزية لعصر التنقل بالمركبات الكهربائية، وذلك وفقاً لنتائج «مؤشر الجاهزية العالمية للتنقل الكهربائي- GEMRIX 2023»، الذي أصدرته «آرثر دي ليتل»، شركة الاستشارات الإدارية المتخصصة على مستوى العالم. و أكد التقرير أن أسطول السيارات الكهربائية الحالي في المغرب يمثل 0.2% فقط من إجمالي سيارات الركاب، مشيرا إلى أن المخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمل التكاليف تعد أحد الأسباب الحاسمة التي يقوم عليها مشهد السوق الهامشي هذا". و أشار ذات التقرير إلى أن أسعار الوقود في المغرب وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة العالمية وتعطل سلسلة التوريد بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. و أضاف ذات المصدر أن هذه الزيادات في الأسعار قد أدت إلى تثبيط الناس عن شراء سيارة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل. وإلى جانب القدرة على تحمل التكاليف، فإن البنية التحتية للشحن في المغرب "ضعيفة". و وفقا للتقرير، فرغم السيناريو الحالي، فإن قطاع السيارات الكهربائية في المغرب يحمل إمكانات كبيرة للنمو ويقدم فوائد مختلفة عبر أبعاد مختلفة"، مضيفا أنه " من المقرر أن يصبح المغرب مركزًا حاسمًا لتصنيع السيارات الكهربائية، حيث أعلنت العديد من الشركات المصنعة للمعدات الأصلية عن خطط استثمارية. و تابع التقرير أن الحكومة المغربية قد كشفت عن خطط لبناء مصنع عملاق، ولكن لم يتم الإعلان عن مزيد من التقدم بعد بخصوص هذا المشروع، مردفا أنه " من المتوقع أن يوفر هذا التطوير مصدرًا محليًا موثوقًا لبطاريات السيارات الكهربائية، مما يفيد صناعة السيارات في المغرب". كما من المرجح، بحسب التقرير، أن " تقوم الشركة المصنعة للبطاريات بتزويد شركتي رينو وستيلانتس، مما يعزز مكانة المغرب كمركز رئيسي لتصنيع السيارات الكهربائية؛ إذ وقعت شركة Stellantis بالفعل صفقة لإنتاج سيارة Opel's Rocks-e EV في القنيطرة". و أورد تقرير شركة "آرثر دي ليتل"، الاستشارية أن المغرب يعمل على تطوير سلسلة توريد شاملة للسيارات الكهربائية، بما في ذلك شركات إعادة تدوير البطاريات والتعدين"، مسجلا امتلاك المغرب لرواسب كبيرة من الكوبالت، وهو مكون رئيسي في بطاريات السيارات الكهربائية، والتي يمكن أن تدعم قدرات تصنيع السيارات الكهربائية. و لفت التقرير الإنتباه إلى أن شركة BMW وقعت عقد توريد بقيمة 100 مليون يورو مع شركة التعدين المحلية Managem للحصول على الكوبالت لخلايا بطاريات السيارات الكهربائية؛ ومن شأن هذه الاستثمارات أن تعزز جاذبية المغرب كمركز لإنتاج السيارات الكهربائية. كما توقع التقرير ذاته أن تنمو صناعة السيارات في المغرب بسبب شعبيتها بين مصنعي قطع غيار السيارات ومكوناتها الذين ينتقلون من أوكرانيا بسبب الحرب المستمرة؛ حيث أعلنت شركة "سوميتومو" للصناعات الكهربائية اليابانية عن خطتها لنقل إنتاجها من أسلاك الأسلاك من أوكرانيا إلى المغرب ورومانيا"؛ حيث من شأن هذا النقل أن يعزز صناعة السيارات في المغرب ورومانيا، ويخلق فرص عمل جديدة، ويزيد الصادرات"، يورد التقرير. و أوضح التقرير أيضا أن الجمعية المشتركة بين القطاعات للتنقل الكهربائي (APIME) في المغرب تقود مبادرة افتتاح 2500 محطة شحن للسيارات الكهربائية بحلول عام 2026، حيث ستكون محطات الشحن موجودة بشكل أساسي في المدن الكبرى مثل طنجة والرباط والدار البيضاء. ومن المفترض أن تحفز هذه الخطوة المزيد من المستهلكين على التحول إلى المركبات الكهربائية. على الصعيد العربي، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى على مستوى المنطقة، والسابعة عالمياً، متبوعة على التوالي بقطر في المركز التاسع، الأردن 13، الكويت 14، البحرين 18، سلطنة عمان 19، الجزائر 20، المغرب 22، المملكة العربية السعودية 23، مصر 28، لبنان 29، العراق 33. عالميا، حافظت النرويج على صدارتها العالمية في جاهزية أسواقها للتنقل الكهربائي، كما ظهرت الصين كونها منافساً قريباً لها، وعلى خطاهم تخطو ثلاث مجموعات متميزة من البلدان خطوات نحو زيادة اعتماد السيارات الكهربائية. و أبرز التقرير أن التحول إلى التنقل الكهربائية في البلدان ذات الدخل المرتفع يكون مدفوعاً بشكل رئيسي بالاعتبارات البيئية، في حين أن فعالية التكلفة في البلدان المنخفضة الدخل هي العامل الأساسي. جدير بالذكر أن الإصدار الثالث من «مؤشر الجاهزية العالمية للتنقل الكهربائي»، يضم 35 سوقاً في جميع القارات، ما يجعله الأكثر شمولاً على مستوى الصناعة حتى اليوم. ويسلط التقرير الضوء على التوجه المتزايد في اعتماد السيارات الكهربائية عالمياً، منذ نسخته الأخيرة في عام 2022.