أكدت المنصة العالمية "جاست أوطو"؛ التي تعنى برصد عالم صناعة السيارات و كبريات الأسواق العالمية، أن المغرب أضحى قصة نجاح حقيقية كمركز لتصنيع السيارات، و تمكن عام 2018، من تجاوز جنوب إفريقيا كأكبر مصدر لسيارات الركاب في القارة. و أشارت المنصة في تقرير مطول، إلى أن المغرب يواصل أداءه، و ازدهاره قاريا ودوليا رغم تأثيرات جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، حيث شهد عام 2022 نموًا بنسبة 10% على أساس سنوي في الإنتاج، وهو أعلى مستوى على الإطلاق بالنسبة للبلاد، حيث تم إنتاج ما يزيد قليلاً عن 470 ألف مركبة خفيفة. و أضاف ذات التقرير أن المملكة قد اتخذت العديد من التدابير لجذب المستثمرين الأجانب في قطاع صناعة السيارات؛ مثل البنية التحتية عالية الجودة، وتكوين رأس المال البشري، والمزايا الضريبية، مشيرا إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر يتزايد باستمرار؛ حيث تنجذب الشركات إلى الظروف الاقتصادية المواتية في المغرب؛ بما في ذلك العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ وهي الاتفاقيات التجارية التي اسهمت بشكل إيجابي في ظهور أنشطة التصدير في البلاد. وتطرق التقرير لإنشاء المغرب منصتين صناعيتين في مدينة السيارات بطنجة ومدينة السيارات بالقنيطرة، مؤكدا أنه قد تم منحها وضعية المنطقة الحرة، أي إعفاء إجمالي من ضريبة الشركات للشركات العاملة في هذه المناطق لمدة خمس سنوات، يليه حد أقصى قدره 8.75٪ للسنوات العشرين القادمة. كما يستفيد قطاع صناعة السيارات في المغرب، أيضًا؛ يؤكد التقرير، من الموقع الجغرافي للمغرب، حيث يستغرق وقت التجارة من المغرب إلى إسبانيا يومًا أو يومين، وعلى الرغم من أن المغرب مجاور لإسبانيا، إلا أن هياكل التكلفة مختلفة تمامًا؛ حيث تبلغ تكاليف العمالة ما يقرب من ربع تلك الموجودة في إسبانيا وأقل قليلاً من مثيلاتها في أوروبا الشرقية. و تابع التقرير ذاته أن رونو-نيسان-ميتسوبيشي هي شركة صناعة السيارات العالمية الوحيدة التي كانت تقوم بتجميع السيارات في المغرب، حتى وصول مجموعة ستيلانتيس في عام 2019، مبرزا أنه بالنسبة للعلامات التجارية منخفضة التكلفة مثل داسيا والنماذج المبتدئة من بيجو، تمثل تكاليف العمالة نسبة أعلى من السيارة التكلفة، مما يجعلها سببا رئيسيا للتواجد في المغرب. و أورد ذات المصدر أن المغرب يعتزم مواصلة النمو ليصبح أحد أهم مواقع تصنيع السيارات في العالم، ومن أجل الحفاظ على النمو، سوف تحتاج إلى زيادة التكامل المحلي للقطاع. ونقل التقرير عن المدير الإداري لشركة رونو، قوله إن " الشركة تحصل على العديد من قطع غيار سياراتها من الموردين المحليين، بما في ذلك المقاعد والمحاور، وأن المحتوى المحلي يمثل حاليًا 60٪ من المنتج النهائي. وسيتمثل التحدي في تحقيق المزيد من التقدم في الحصول على مكونات عالية القيمة محليًا، بما في ذلك البطاريات، وفي نهاية المطاف، المحركات". و اعتبر التقرير أن الهدف التالي للمغرب سيكون هو إزالة الكربون من الصناعة وإنتاج المركبات، مما يجعلها أكثر استدامة. وفي نونبر 2022، أعلنت مجموعة Stellantis عن خطط لاستثمار 300 مليون يورو لمضاعفة الطاقة الإنتاجية في مصنعها بالقنيطرة إلى 400 ألف وحدة. وكجزء من التشكيلة الجديدة، ستكون سيارة Citroën C3 واحدة من أولى المركبات على منصة السيارة الذكية، حيث تستوعب مجموعة نقل الحركة الكهربائية. أعلن الرئيس التنفيذي لعلامة داسيا دينيس لو فوت مؤخرًا أن الجيل القادم من سانديرو، الذي تم تصنيعه في المغرب، سيكون أيضًا 100٪.