أشاد الموقع الاخباري الروماني "ايكونوميكا" بتفوق المغرب في صناعة السيارات، مقارنة برومانيا، وذلك بالنظر الى عدد من المؤهلات البشرية والاقتصادية التي تتوفر عليها المملكة. وأكد الموقع الاخباري في تقرير مطول، أن مصنعي مجموعة "رونو" في مدينتي طنجة و الدارالبيضاء، أنتجا في سنة 2022، 350 ألف سيارة من نوع "داسيا"، مقارنة ب314 ألفًا فقط لمصنع المجموعة الفرنسية في رومانيا. وأشار المصدر الإعلامي، الى أن هذا التفوق المغربي في صناعة السيارات، ليس شيئًا جديدًا، حيث تجاوز المصنعان المغربيان في طنجةوالدارالبيضاء، أيضًا مصنع مجموعة "رونو" الواقع في مدينة ميوفيني، رومانيا، خلال عام 2021، غير أن السيارات المنتجة في رومانيا، يردف الموقع الاخباري، "تميل إلى أن تكون ذات قيمة مضافة أكبر". وتابع ذات الموقع الاخباري الروماني، أنه في سياق المنافسة المحتدمة بين المصانع التابعة لمجموعة "رونو" على الصعيد العالمي، تفكر هذه الأخيرة في تخصيص مشاريع جديدة، حيث يرى المسؤولون الفرنسيون أن ظهور منتجين جدد في صناعة سيارة "داسيا" في السنوات القادمة، سيحتم على مجموعة "رونو" مضاعفة حجم الإنتاج، وسيكون عاملاً مميزًا مهمًا، إلى جانب جودة المنتج وتكاليف التجميع بالطبع. ووفقا لذات المصدر، فقد استطاع مصنع مجموعة "رونو" في رومانيا خلال سنة 2022، إنتاج 314228 سيارة من نوع "داسيا"، وفقًا لبيانات اتحاد مصنعي السيارات الرومانيين المعروف اختصارا ب (ACAROM) ، فيما نجح مصنعا مجموعة "رونو" في طنجة، والدارالبيضاء في انتاج ما لا يقل عن 350018 وحدة، وفقًا لمعطيات مجموعة "رونو" المغرب، موزعة بين المصنع الجديد بالقرب من طنجة (255494 وحدة) والقاعدة الأقدم للمجموعة الفرنسية في الدارالبيضاء (94.524 وحدة(. وأورد الموقع الاخباري الروماني، أن المغرب تمكن من التفوق على رومانيا، في مجال انتاج سيارات "داسيا" خلال السنوات الماضية، حيث لم يتجاوز عدد وحدات سيارات "داسيا" التي قام المصنع الروماني بانتاجها في سنة2020، 259،999 وحدة، مقارنة ب 277،474 وحدة في المغرب، كما لم يتجاوز عدد السيارات التي تم تصنيعها أيضا خلال سنة2019 في رومانيا، 349،528 سيارة في مصنع "ميوفيني"، مقارنة ب 394،902 وحدة في المغرب. واعتبر ذات الموقع الاخباري، أنه من الواضح أن الرومانيين، الذين تجاوزهم المغاربة من حيث حجم إنتاج السيارات، يمكن أن يكونوا راضين عن القيمة المضافة الأعلى للمنتجات، مبرزا أن " أهمية رومانيا والمغرب تتجلى بالنسبة للعلامة التجارية "داسيا" من خلال الحصة السوقية في البلدين، حتى لو لم تحتل مكانة رائدة في التصنيف العالمي لمبيعات سيارات "داسيا"، فإن السوقين يمتلكان هذه العلامة التجارية في المقام الأول. في عام 2022، من بين إجمالي 129328 سيارة تم بيعها في رومانيا، حملت 40،019 سيارة، أي 31.3 ٪ من السوق، علامة "داسيا" التجارية، مقابل 38885 سيارة في المغرب، من إجمالي 143،186 وحدة، أي 27.2٪ من سوق العلامة التجارية "داسيا". تعتبر صناعة السيارات في المغرب، التي لا يعرفها الرومانيون، أحد أهم عوامل النمو في المملكة، بالإضافة إلى إجمالي إنتاج المركبات الذي يتجاو سنويًا، 700 ألف وحدة (مقارنة ب 500 ألف وحدة فقط في رومانيا)، يتم تصدير 85 ٪ منها، ويمتلك المغرب حوالي 200 مصنع لقطع غيار ومكونات السيارات، و من المتوقع أن يرتفع التكامل المحلي للإنتاج، والذي يبلغ حاليًا حوالي 65٪، إلى 80٪ بحلول عام 2025. أيضًا، على عكس رومانيا، حيث الاستثمارات في صناعة السيارات قليلة جدًا، تعرف الاستثمارات في قطاع السيارات في المغرب، نموا متزايدا. في نونبر من العام الماضي، أعلنت مجموعة Stellantis عن توسيع منشآتها في القنيطرة من خلال استثمار حوالي 300 مليون يورو، سيوفر أيضًا 2000 فرصة شغل جديدة، و سينضم هؤلاء المستخدمون الجدد إلى 180 ألف شخص يعملون في قطاع صناعة السيارات بالمغرب. لا تكمن أهمية استثمار مجموعة Stellantis في زيادة الإنتاج الصناعي وعدد فرص الشغل، فقط، بل تكمن هذه الأهمية، أيضًا في التكنولوجيا المتقدمة بشكل متزايد المضمنة في المنتجات الجديدة. وبحسب مسؤولين مغاربة، ستجلب مجموعة السيارات إلى القنيطرة ما يسمى بمنصة "ذكية" يتم على أساسها تجميع موديلات كهربائية مثل "سيتروين أمي" أو "أوبل روكس إي"، والأهم من كل ذلك، وعدت الدولة المغربية في الأيام الأخيرة من عام 2022 بأنها ستستثمر 50 مليون يورو في مصنع صغير يتمثل دوره في تجميع سيارة كهربائية وطنية. ويؤكد وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، أن الاستثمار في مصنع التجميع الجديد سيكون 100٪ مغربي، وسيصل إنتاجه الأولي الى حوالي 3000 وحدة سنويا، على أن يرتفع هذا الإنتاج بحلول عام 2030 إلى 20000 سيارة في السنة. علاوة على النماذج الكهربائية، التي وعدت بها شركة Stellantis والسلطات المغربية، يمكن إضافة سيارة كهربائية أيضًا من علامة تجارية صينية في المستقبل القريب، حيث كشفت الصحف المغربية أن العلامة التجارية الآسيوية XEV مستعدة لإطلاق استثمارات لتجميع سيارات في المغرب، بالقرب من مدينة طنجة، "تم تصميمها وتطويرها في تورين"، وهي مقدمة في المرحلة الأولى للسوق الإيطالي. و يرى وزير التجارة والصناعة، رياض مزور، أن كهربة السيارات المنتجة في المغرب مهمة للغاية بالنظر إلى كون الاتحاد الأوروبي، يعتبر سوق التصدير الرئيسي للمصانع المغربية، يستعد لحظر بيع السيارات ذات المحركات الحرارية في عام 2035.