في حفل ترأسه الملك محمد السادس، بالقصر الملكي في الرباط، خرجت أول سيارة مغربية الصنع إلى النور، جنبًا إلى جنب مع مركبة هيدروجينية جديدة صناعة محلية. هذا النموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين، التي طوّرها شاب مغربي، يعزز علامة "صنع في المغرب"، ويدعم مكانة المملكة بصفتها منصة تنافسية لإنتاج السيارات . ويأتي الكشف عن أول سيارة مغربية الصنع، من إنتاج شركة "نيو موتورز"، صاحبة رأس المال المحلي، بالإضافة إلى مركبة الهيدروجين من إنتاج شركة "نامكس"، التي سُميت "مركبة الهيدروجين النفعية"، ضمن توجه المملكة المغربية نحو تعزيز صناعة السيارات والنهوض بها. وقامت "نيو موتورز" بإحداث وحدة صناعية بعين عودة (جنوبالرباط)، لتصنيع سيارات موجهة للسوق المحلية والتصدير، حيث تم تصميم النموذج بالشراكة مع المكتب الإيطالي المرموق للتصميم والمتخصص في هياكل السيارات (بينينفارينا)، أما التصميم الداخلي للمركبة فقد تم اعتماده من قبل كفاءات مغربية . * خزان مركزي و كبسولات قابلة للإزالة : سيتم تزويد نموذج مركبة الهيدروجين النفعية بالهيدروجين بواسطة خزان مركزي سيتم تعزيزه بست كبسولات قابلة للإزالة، مما سيمكن من تأمين قدرة مهمة للبطارية وتسهيل شحن الهيدروجين في بضعة دقائق. ولا يعد مظهر السيارة المخترعة الجديدة، هو العنصر المستقبلي الذي يميزها، بل لأن خزانها الرئيسي يتم تدعيمه ب6 كبسولات يمكن تغييرها في بضع ثواني، ويمكن لها أن تعمل لمسافة تصل إلى 800 كيلومتر. و تتكون تقنية NamX الحاصلة على براءة اختراع، من خزان هيدروجين ثابت وست كبسولات قابلة للإزالة، ومن المقرر أن يتم إطلاقها في العام 2025. ويضع هذا المشروع الرائد المغرب في صلب الدينامية المتجددة، على المستوى العالمي، الرامية إلى تطوير أشكال جديدة للنقل تجمع بين النجاعة واحترام البيئة. * صناعة السيارات في المغرب: أعاد ترؤس جلالة الملك محمد السادس، حفل تقديم نموذج سيارة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، إلى الواجهة حكاية هذه السيارة التي سبق وأن أميط اللثام بشأن بعض تفاصيلها خلال السنة الماضية، و خطوة تنسجم مع توجه المملكة نحو إشراك القطاع الخاص في الاستثمار المنتج، لا سيما في القطاعات المتطورة والمستقبلية، وتحفيز على ظهور جيل جديد من الأعمال في البلاد. ويكرّس المشروع الرؤية النيرة لجلالة الملك ، بشأن تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز استعمالات الطاقة المتجددة، وبصورة خاصة التوجه نحو قطاع الهيدروجين الأخضر الواعد. و يتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لشركة "نيو موتورز" أزيد من 27 ألف وحدة سنويًا، بنسبة إدماج محلي تصل إلى 65%. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يبلغ حجم الاستثمار الإجمالي في مشروع إنتاج أول سيارة مغربية الصنع، نحو 156 مليون درهم (15.4 مليون دولار أميركي)، بالإضافة إلى استحداث 580 فرصة عمل جديدة. وفي فبراير الماضي 2023، حصلت أول سيارة مغربية الصنع على المصادقة النهائية من الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، التي أشرفت على إطلاق السلسلة الأولية للإنتاج، في حين تعتزم تدشين هذه الوحدة الصناعية خلال شهر يونيو المقبل، وإطلاق عملية التسويق. وتشرف على هذا المشروع مجموعة من الكفاءات الوطنية في المغرب، إذ تعول المملكة على هذه السيارة في أن تصبح الطريق الممهد للمنافسة العالمية، خاصة أنها تعتمد على منظومة محلية بالكامل لتجهيز السيارات. يذكر أن المملكة المغربية تنتج 700 ألف سيارة سنوياً، يتم تصدير 90% منها إلى أوروبا وباقي الدول. و يتوفر المغرب 10 منظومات صناعية مرتبطة بصناعة السيارات، تتعلق بالأسلاك الكهربائية والميكانيك والبطاريات والمقاعد وإطارات السيارات، في محاولة لتحقيق منظومة متكاملة لتصنيع سيارة مغربية بنسبة 100%، وهو ما تم الإعلان عنه الإثنين. وتُعد المركبة الجديدة طريقًا يقود المغرب إلى العالمية، من خلال المنافسة في مجال سيارات وقود الهيدروجين، لا سيما مع السعي الدائم إلى تطوير أشكال جديدة للنقل، تجمع بين القوة والمواصفات القياسية، ومراعاة الشروط البيئية.