انعقدت، اليوم الخميس بالرباط، أشغال الدورة ال47 للجمع السنوي للنواب الجهويين والإقليميين والمكلفين بالمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. ويشكل هذا الموعد السنوي، الذي ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، مناسبة لتقييم حصيلة المنجزات لسنة 2022 واستشرافا لآفاق العمل في السنة الجارية 2023 للرفع من مستوى أداء ونجاعة المرفق العام للمقاومة وجيش التحرير في المجالات الاجتماعية والصحية والتكوينية وتثمين الذاكرة التاريخية والتراث اللامادي الوطني. وبهذه المناسبة، أكد السيد الكثيري، في كلمة توجيهية خلال هذا اللقاء المنظم عبر تقنية التناظر الرقمي، أن الجمع السنوي يجسد فسحة للتدبر وجسرا للتواصل والتحاور ومناقشة القضايا التي تستأثر باهتمام المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في سياق حوار بناء وهادف لإيجاد السبل والصيغ والوسائل الكفيلة بحسن تدبير المرافق الاجتماعية والصحية والتشغيلية والتكوينية والتاريخية والتراثية على نسقية برنامج العمل المرحلي للثلاثية (2022-2024). وذكر بأن هذا البرنامج يتأسس على محاور أساسية استراتيجية تتمثل في تكثيف ومضاعفة مجهود تخصيب وتثمين الذاكرة التاريخية بكافة روافدها الوطنية والجهوية والاقليمية والمحلية والمتقاسمة والمشتركة، تجسيدا لقيم ورسائل الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية، والسير على خطى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية والصحية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير. وكذا إيلاء المزيد من العناية والاهتمام بالموارد البشرية وفق رؤية تتوخى التوفيق بين آليات الرفع من القدرات التكوينية والمهنية للموارد البشرية ومبتغى تجويد نجاعة ومردودية المرفق العام، وتطوير الهياكل الإدارية وبنيات الاستقبال للمندوبية. وأوضح السيد الكثيري أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تحظى بعناية فائقة ودعم موصول من لدن هذه المؤسسة من خلال العمل على ضمان استمرارية توفير الخدمات الاجتماعية والإدارية لأفرادها وتجسير علاقات التواصل والتعامل الإيجابي مع أوسع قواعد المنتمين لهذه الأسرة المجاهدة وخاصة منهم الأرامل وذوي الحقوق وفئات المقاومين في وضعية العوز المادي والعسر الاجتماعي للوقوف على احتياجاتهم، والحرص على دراسة وتتبع ومعالجة جميع الملفات والطلبات المقدمة من لدنهم بتنسيق وتعاون مع المصالح المختصة بالقطاعات الوصية، وإيلاء كامل الاهتمام بكل ما يرد منهم من ملتمسات وشكايات والإجابة عنها في جميع الأحوال وفق ما تستوجبه المقتضيات القانونية والتنظيمية والضوابط الإدارية الجاري بها العمل وفي حدود الوسائل والإمكانات المتوفرة والمتاحة . وشدد على أن المندوبية السامية، كمؤسسة وطنية، التي تقف في الصفوف الأمامية لحفظ وتثمين الرصيد التاريخي للمقاومة والتحرير، انخرطت في استثمار الفرص التي يتيحها التواصل الرقمي لتواصل جهودها ومبادراتها للاضطلاع بمهام إنعاش وتخصيب الذاكرة التاريخية الوطنية والتعريف بها. وفي سياق متصل، استعرض مبادرات المندوبية على الصعيد الدولي خاصة في الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب والفيدرالية العالمية لقدماء المحاربين التي تتبوأ فيها مكانة مرموقة كعضو فاعل ونشيط، وذلك من خلال حضورها الوازن في المؤتمرات التنظيمية واللقاءات الفكرية والتواصلية وأيضا كقوة اقتراحية تتجلى في رزنامة مشاريع التوصيات والقرارات التي تقدمت بها هذه المؤسسة بانتظام، مشيرا إلى مشاركة المندوبية في أشغال الدورة 30 للجمعية العمومية للفيدرالية العالمية للقدماء المحاربين المزمع عقدها في الفترة الممتدة بين 5 و10 مارس 2023 ببلغراد بجمهورية صربيا. كما أكد على مواصلة المبادرات الهادفة إلى إدماج بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتشجيعهم وتحفيزهم على اعتماد توجه المبادرة الحرة والاندماج في مسلسل التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي، وفي حقول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مشددا في هذا السياق على وجاهة وراهنية اعتماد المبادرة الحرة كخيار استراتيجي اعتمدته مصالح المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير منذ سنة 2001 لمعالجة ظاهرة اللاتشغيل والعطالة في أوساط بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وفي هذا السياق، أشار إلى أن عدد المنشآت الصغرى والمتوسطة المحدثة في صفوف بنات وأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بلغ 3047 مشروعا صغيرا ومتوسطا، وفرت مناصب الشغل ل 8525 فردا، من بينهم 4608 من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، بالإضافة إلى 305 تعاونية و 145 جمعية. كما تناول مواصلة المندوبية تتبع منظومة التأمين الصحي الإجباري من خلال الرفع من جودة الخدمات الطبية والاستشفائية التي تؤمنها بروافدها الثلاثة: الأساسية والتكميلية والإسعاف الصحي والنقل في حالات الاستعجال وحالات الاستشفاء وحالات الوفاة، وكذا تجويد الخدمات الصحية المخولة لفائدتهم ولفائدة زيجاتهم وأبنائهم القاصرين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أيضا حرص المؤسسة على تحيين وتحديث الترسانة التشريعية المؤطرة لقطاع المقاومة وجيش التحرير لمواجهة متطلبات مسايرة التطور الاقتصادي والاجتماعي. من جانبه، استعرض عبد العالي يسف، رئيس المفتشية الإدارية والتقنية بالمندوبية، التوجهات الأساسية والأولويات الكبرى لبرامج عمل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أجل تدبير الشأن العام والمرفق العام لقطاع المقاومة وجيش التحرير سعيا إلى المزيد من الإصلاحات البنيوية وفقا لأوراش العمل السوسيو – ثقافية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية المحلية والجهوية والوطنية لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل. يشار إلى أنه على مدي يومين سيستعرض النواب الجهويون والإقليميون والمكلفون بالمكاتب المحلية والقيمات والقيمون على فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، حصيلة المكاسب والمنجزات المحققة في مجال صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية وتثمينها، وكذا برامج التنشيط الثقافي والتربوي والتواصلي والتنويري والإشعاعي التي احتضنتها فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، واستشراف آفاق المستقبل على نسقية برامج العمل المحلية للنهوض بالأوراش المفتوحة لتحقيق نموذج تنموي شامل ومستدام ومندمج. الدار: و م ع