تميزت سنة 2022 بتواصل دينامية حضور المملكة المغربية داخل المنظمات الدولية، كما يجسد ذلك مستوى الأداء المتميز لترشيحات المغرب وعدد الولاياتالجديدة التي يحصل عليها. وهكذا، تكلل 51 ترشيحا مغربيا بالنجاح في غضون 2022، مقابل 43 ترشيحا سنة 2021، بزيادة قدرها 20 في المائة، مما يعكس استدامة الدينامية التي أطلقتها المملكة لتعزيز حضورها داخل المنظمات الدولية. وتعكس هذه النجاحات الانتخابية البارزة، مرة أخرى، وجاهة استراتيجية الدبلوماسية المغربية، التي تنفذ وفق التوجيهات الملكية السامية من أجل تعزيز حضور المغرب في المنظمات الدولية والإقليمية وترسيخ مكانته كعضو فاعل ومسؤول في المجتمع الدولي. كما تظهر هذه النجاحات المتتالية تنامي مستوى الثقة التي يوليها المجتمع الدولي لخبرة وتجربة المملكة في مختلف مجالات عمل النظام متعدد الأطراف، ولا سيما حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة، ونزع السلاح، وتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتعكس، كذلك، مصداقية عمل المغرب، وفقا للرؤية الملكية السامية، من أجل بروز تعددية موجهة نحو النتائج، في سياق دولي تطبعه تحديات غير مسبوقة ومعقدة ومترابطة، وكذا مدى تعبئة الجهاز الدبلوماسي بكافة مكوناته لصالح نجاح الترشيحات المغربية. وعليه ، فقد حققت المملكة نجاحات انتخابية ملموسة، مكنتها من الحضور في هيئات مرموقة ومؤثرة في أجندة متعددة الأطراف للسلم والأمن الدوليين، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة. وبخصوص مجال السلم والأمن الدوليين، تم انتخاب المملكة لولاية جديدة داخل مجلس السلم والأمن للفترة 2022-2025. من ناحية أخرى، وتقديرا لدوره كفاعل رئيسي في العمل متعدد الأطراف من أجل نظام بحري قائم على القانون الدولي، تم انتخاب المغرب، في شخص الأستاذ ميلود لوكيلي، عضوا في لجنة حدود الجرف القاري للفترة 2023-2028. وعلى مستوى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حققت المملكة ثلاثة نجاحات انتخابية، من خلال إعادة انتخابها في المجلس التنفيذي للفترة 2023-2025، وفي اللجنة التوجيهية لبرنامج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتعزيز التعاون مع إفريقيا للفترة 2022-2023، وكذا تعيينها عضوا في اللجنة الاستشارية للتربية والتحسيس بالمنظمة ذاتها ما بين 2022-2024. علاوة على ذلك، أعيد انتخاب المغرب، لولاية مدتها سنتان، لرئاسة فريق التقييم والتنفيذ التابع للمبادرة العالمية لمكافحة الإرهاب، في شخص رضوان الحسيني، مدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج . وفي مجال حقوق الإنسان، تم انتخاب المملكة المغربية، عضوا في مجلس حقوق الإنسان للفترة 2023-2025. وفي السياق ذاته، تم تعيين السفير، الممثل الدائم للمملكة في جنيف، عمر زنيبر، ميسرا مشاركا لمسلسل تعزيز وتحسين الاستعراض الدوري الشامل في دورته الرابعة التي انطلقت في نونبر من سنة 2022. إلى جانب ذلك، تم اختيار المغرب عضوا يمثل المجموعة الإفريقية في المجموعة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان لسنة 2022. بالإضافة إلى ذلك، أعيد انتخاب المملكة لولاية ثالثة على التوالي (2023-2027) عضوا في لجنة حقوق الطفل، في شخص هند أيوبي الإدريسي. كما تم انتخاب المغرب عضوا في اللجنة التنفيذية لمجتمع الديمقراطيات للفترة 2022-2024. وفي مجال التنمية المستدامة، تم انتخاب المغرب لأول مرة رئيسا للدورة السادسة لجمعية الأممالمتحدة للبيئة. وأعيد انتخاب المملكة لدورة جديدة (2023-2026)، ضمن الأعضاء ال48 في مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات. كما أعيد انتخاب المغرب عضوا في لجنة لوائح الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات، في شخص حسن طالب، مهندس الاتصالات، وهي اللجنة التي تواصل فيها حضور المغرب على نحو مستمر منذ عام 1998. وفي المجال البحري، أعيد انتخاب المغرب في منصب نائب رئيس مجلس المنظمة البحرية الدولية، وهي الهيئة التي يشغل المغرب عضويتها منذ سنة 1992. واعترافا بدوره الريادي في تعزيز الأمن الغذائي وخاصة على المستوى الأفريقي ، أعيد انتخاب المغرب في مكتب مجلس إدارة برنامج الأغذية العالمي كمنسق لائحة البلدان الافريقية ، لمدة سنة . وفي نفس السياق، اختارت المجموعة الإقليمية الإفريقية لمنظمة الأغذية والزراعة المغرب "البلد الرائد" لقيادة المفاوضات بشأن تعزيز مشاركة الشباب وتعبئتهم في الزراعة وأنظمة الغذاء في لجنة الأمن الغذائي. وفيما يتعلق بمجال الصحة العالمية، تم انتخاب المغرب بالمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، برسم الفترة 2022 – 2025، بصفته ممثلا لمجموعة دول شرق البحر المتوسط. وتقديراً للدور الريادي الذي لعبه المغرب في تعبئة الجهود الدولية لمواجهة تحدي وباء كوفيد -19 ، طبقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تم اختيار المملكة كميسر مشارك لعملية التفاوض الخاص بالإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية والتأهب والتعامل مع الاوبئة. كما أعيد تعيين المغربي جواد محجور مساعدا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مكلفا ببرنامج إدارة حالات الطوارئ. وانتخب المغرب ، بلجنة البرامج والتنسيق، والتي تعتبر الهيئة الفرعية الرئيسية للجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، وذلك لتخطيط وبرمجة وتنسيق أنشطة الأممالمتحدة في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان. وفي السياق ذاته، بدأ المغرب فترة انتدابه في لجنة السكان والتنمية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للفترة 2022-2026. بالإضافة إلى ذلك، فقد اضطلعت المملكة، في شخص السفير عز الدين فرحان، برئاسة فرع فيينا لمجموعة ال 77 والصين لسنة 2022. واعترافا بالتزامها بجعل التعليم والعلم والثقافة رافعات للتنمية المستدامة، تم انتخاب المملكة، في شخص السفير سمير الدهر، رئيس اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي. وفي نفس الإطار، تم اختيار المغرب لاستضافة الدورة ال17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي ، التي عقدت في الفترة من 28 نونبر إلى 3 دجنبر 2022، بمشاركة 130 بلدا وأكثر من 1000 مشارك. وفي إطار اليونسكو أيضا ، تم تعيين المملكة المغربية رئيسا لشبكة اليونسكو للحدائق الجيولوجية العالمية ، في شخص إدريس أشبال. كما تم اختيار المغرب لاستضافة المؤتمر الدولي ال10 حول الحدائق الجيولوجية العالمية لليونسكو، والذي سينعقد في مراكش في الفترة ما بين 5 و 10 شتنبر 2023. وفي نفس الإطار، تم اختيار المملكة لاستضافة مؤتمر اليونسكو الدولي ال7 لتعليم الكبار، والذي انعقد بمراكش في الفترة ما بين 15 و17 يونيو 2022. من جهة أخرى، اختير المغرب ليكون جزءا من الشبكة العالمية للتعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 ،وفي الفريق العامل لمراجعة توصية عام 1974 بشأن التعليم من أجل التفاهم والتعاون والسلام على الصعيد الدولي والتعليم الذي يهم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك ، تم تعيين المغرب ليكون جزءا من الشبكة العالمية للتعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 وفي الفريق العامل لمراجعة توصية عام 1974 بشأن التعليم من أجل التفاهم والتعاون والسلام الدولي، والتعليم المتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك ، تم انتخاب المملكة، بالتزكية، نائبا أول لرئيس الدورة ال31 للجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية، وكذلك للجنة العامة للهيئة نفسها، وهو ما أتاح له قيادة المفاوضات بشأن جميع القرارات المتخذة خلال هذه الدورة. وانتخبت المملكة في شخص السفير عمر زنيبر رئيسا للجنة الاستثمار والمشاريع والتنمية بمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية. كما تم اختيار المملكة لاستضافة أعمال الدورة 117 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية بمراكش، تقديرا لدورها في إنعاش السياحة العالمية في فترة ما بعد الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، تم انتخاب المغرب أيضا نائبا لرئيس فريق العمل المعني بالتطوير القانوني لنظام لاهاي، بشأن التسجيل الدولي للرسوم والنماذج الصناعية،وذلك في إطار عمل المنظمة العالمية للملكية الفكرية. كما تم انتخاب المغرب لعضوية مجلس محافظي المجلس العالمي للمياه للفترة 2023-2025 ، كحكومات ومنظمات تدعمها الحكومات. وعلى الصعيد العربي، انتخبت المملكة المغربية في شخص عبد النبي منار، مديرا عاما للمنظمة العربية للطيران المدني. وعلى مستوى جامعة الدول العربية، تم تعيين المغرب في شخص السفير أحمد رشيد خطابي، أمينا عاما مساعدا- رئيسا لقطاع الاعلام والاتصال. وبلجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا، تم انتخاب المملكة بمنصب نائب رئيس مكتب المؤتمر السادس للوزراء الأفارقة المسؤولين عن الأحوال المدنية لولاية من سنتين، ونائب ثاني للجنة الإقليمية من أجل إفريقيا لمبادرة الأممالمتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية على الصعيد العالمي، ونائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية لكبار المسؤولين والخبراء لإفريقيا الشمالية. كما تم تعيين المغرب رئيسا للمنصة الإفريقية للتنظيم والاتصال في شخص لطيفة أخرباش. وداخل المنظمة الدولية للفرنكفونية، تم تعيين المغرب، في شخص عائشة أنصاري الراشدي، مستشارا للمحكمة الابتدائية للمنظمة. كما تم انتخاب المملكة، عضوا في اللجنة التنفيذية لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات الإفريقية. وبالمثل، تم تعيين محمد سفياني، عمدة شفشاون، مبعوثا خاصا للمنظمة العالمية للمدن المتحدة والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا لدى الأممالمتحدة للنظم الغذائية وعضو في رئاسة هذه المنظمة. من ناحية أخرى، أعيد انتخاب المغرب بمنصب نائب رئيس مكتب اللجنة التنفيذية للمركز الأوروبي للترابط والتضامن العالميين التابع لمجلس أوروبا. وتقديرا للدور الذي تلعبه المملكة طبقا للرؤية الملكية السامية، في جعل الرياضة رافعة للتنمية المستدامة، انتخب المغرب، في شخص الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، السيد يوسف بلقاسمي، نائبا أولا لرئيس الجامعة الدولية للرياضة المدرسية. بالإضافة إلى ذلك، تم انتخاب المغرب عضوا في الفريق العامل تحت رعاية مكتب مؤتمر الأطراف، لتطوير استعراض تمويل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، من أجل الحكومات. كما انتخبت المملكة، عضوا في فريق عمل مراقبة النظام الخاص بالاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في المجال الرياضي. وبالمثل، تم انتخاب المغرب في شخص بشرى حجيج، بمنصب رئاسة الكونفدرالية الإفريقية للكرة الطائرة لولاية من أربع سنوات (2020-2024). وفي الأخير، تم انتخاب رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، نزهة بدوان، عضوة بمجلس إدارة الاتحاد الدولي للرياضة للجميع. المصدر الدار: و م ع