تميزت سنة 2021 بكونها سنة مثمرة بخصوص ترشيحات المغرب في مختلف المناصب المتعلقة بالتنمية، ما يدل على أهمية العمل الذي تقوم به المملكة من أجل انتعاش اقتصادي عالمي أخضر وشامل، في سياق يتسم بتفشي جائحة الوباء. واعترافا بجهود المملكة المتواصلة في سبيل إنعاش السياحة العالمية في فترة ما بعد الجائحة، وبفضل التعبئة والجهود الحثيثة التي يبذلها الجهاز الدبلوماسي المغربي برمته، وبتنسيق مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تم اختيار المغرب من قبل المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية لاحتضان أول مكتب إقليمي لهذه المنظمة في إفريقيا. وقد تم اختيار المغرب من بين خمس دول إفريقية مرشحة لاستضافة هذا المكتب الذي سيكون مركز دفع للتعاون الإقليمي في مجال السياحة. ويشكل هذا الاختيار تتويجا لمبادرة عكف على تنفذيها الجهاز الدبلوماسي للمملكة منذ سنة 2020، والتي كانت في صلب المناقشات بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، بمناسبة زيارته للرباط في فبراير من العام الجاري. وفي نفس السياق، تم انتخاب المغرب عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية للفترة ما بين 2021-2025. كما تم انتخاب المملكة المغربية رئيسا للدورة ال109 لمؤتمر العمل الدولي، المنعقدة في 20 ماي 2021 بجنيف، في شخص السفير، الممثل الدائم للمغرب في جنيف، السيد عمر زنيبر. وانتخب المغرب، كذلك، رئيسا للجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية لمدة سنتين 2020-2021، في شخص السفير الممثل الدائم للمغرب في جنيف، السيد عمر زنيبر. وجرى اختيار السفير الممثل الدائم للمغرب بنيويورك، السيد عمر هلال، ممثلا لإفريقيا في المجلس الاستشاري للقمة الأممية بشأن النظم الغذائية، اعترافا بريادة المملكة، تحت الرؤية الملكية السامية، في مجال الفلاحة المستدامة والأمن الغذائي في إفريقيا. وتم تعيين السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، رئيسا مشتركا مع سفير الفلبين، لمجموعة أصدقاء المراجعات الوطنية الطوعية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. فضلا عن ذلك، فقد تم انتخاب المغرب، بالإجماع ، للسنة الثالثة على التوالي، في منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لليونيسيف في شخص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال. وتشكل إعادة الإنتخاب هذه دليلا قاطعا على الثقة التي يحظى بها السيد عمر هلال لدى سفراء المجموعة الإفريقية في نيويورك، وديناميته داخل المنظمة والتزامه بقضية الطفولة. كما أنها تكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى الاستحقاقات الحاسمة المقررة لعام 2021 داخل المجلس التنفيذي لليونيسف، لا سيما في إطار إعداد المخطط الاستراتيجي لهذه المنظمة الأممية للفترة ما بين 2022-2025، في إطار استجابة منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة لتداعيات جائحة (كوفيد-19). من جهة أخرى، تمت إعادة انتخاب المغرب، خلال الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، عضوا في الهيئتين الرئيسيتين للمنظمة، خاصة مجلس التنمية الصناعية لليونيدو للفترة الممتدة ما بين 2022-2025، ولجنة الميزانية والبرامج بالمنظمة نفسها برسم الفترة 2022-2024. وأعيد انتخاب المغرب، بأغلبية ساحقة، عضوا في مجلس المنظمة البحرية الدولية لولاية جديدة للفترة 2022-2023، وتعكس إعادة انتخاب المملكة، التي سيباشر المغرب بفضلها ولايته ال15 على مستوى مجلس المنظمة البحرية الدولية، أهمية العمل الذي يقوم به المغرب لتفعيل ولاية المنظمة باعتباره أمة بحرية بامتياز. وفي هذا الصدد، جددت الدول الأعضاء بالمنظمة البحرية الدولية الثقة في المغرب، من خلال انتخابه نائبا لرئيس مجلس المنظمة للفترة 2022-2023، في شخص أمان فتح الله مديرة عامة للموانئ والملاحة التجارية بوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء. وفي ذات السياق، تم اختيار المغرب كمنسق لعمل المجموعة الإفريقية داخل منظمة العمل الدولية للفترة 2020-2024. كما تم انتخاب المملكة بمجلس إدارة المنظمة الدولية لمكافحة الأمراض السارية لسنة 2021 باسم الدائرة الانتخابية الإفريقية. وانتخب المغرب في الثاني من دجنبر 2021، نائبا لرئيس لجنة اتفاقية سنة 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، في شخص السفير المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو، السيد سمير الظهر. كما انتخب المغرب، في 18 دجنبر الجاري، نائبا لرئيس لجنة التراث العالمي غير المادي، وذلك في شخص السفير المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو، السيد سمير الظهر. وتمت إعادة انتخاب المغرب كذلك، في المجلس التنفيذي للجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو للفترة ما بين 2021-2023، وذلك خلال الدورة الحادية والثلاثين لجمعية هذه اللجنة التي انعقدت يوم 21 يونيو الماضي، ويتولى الخبير المغربي كريم حلمي منصب نائب رئيس المجموعة الانتخابية الخامسة للجنة، التي تضم الدول العربية والإفريقية. وتم، كذلك، تعيين المغربي عبد الإله بن عرفة نائبا للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وفضلا عن ذلك، تم انتخاب المغرب رئيسا مشتركا لمجموعة أصدقاء منصة النزوح في حالة الكوارث، وهي آلية انبثقت عن مبادرة "نانسن" الرامية إلى تحسين حماية الأشخاص النازحين داخليا في سياق الكوارث و التغيرات المناخية. من جانب آخر، انتخبت البروفيسور نجية العبادي، في 17 شتنبر 2021، رئيسة للاتحاد العالمي لجمعيات جراحة الأعصاب للفترة 2021-2023، معززة بذلك الاشعاع العلمي للمغرب وعمله الدؤوب من أجل تطوير جراحة الأعصاب في البلدان النامية عامة، والإفريقية على وجه الخصوص. من جهتها، عينت السيدة نجاة زروق، في لجنة الأممالمتحدة للخبراء في الإدارة العامة. هذه النجاحات الأكيدة تعزز استراتيجية المملكة الرامية إلى تعزيز حضورها ورؤيتها داخل النظام متعدد الأطراف، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الرسالة الملكية إلى الندوة الأولى لسفراء جلالته"، والتي دعا من خلالها جلالته إلى "تقوية الأداء الدبلوماسي الوطني حتى يعزز مكانة المملكة بوصفها عضوا فاعلا ومسؤولا داخل المجتمع الدولي.