كشفت مجموعة بريد المغرب، اليوم الخميس، بمتحف محمد الخامس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، عن إصدار مشترك لطابعين بريدين بين المغرب وفرنسا، حيث تم تنظيم حفل بهذه المناسبة، بحضور أمين ابن جلون التويمي، المدير العام لمجموعة بريد المغرب وبول فورسفيل، مدير العلاقات الأوروبية والدولية بمجموعة البريد الفرنسي. وقالت، إكرام الطيبي، رئيسة قسم الطوابع البريدية ببريد المغرب، في هذا السياق، أن هذا الإصدار الذي يجمع بين بريد المغرب والبريد الفرنسي، "يأتي تتويجا للعلاقات التي تجمع بين المؤسستين"، و "تخليدا لإنجازات مشتركة عديدة". وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن هذا الإصدار المشترك بين المغرب وفرنسا، هو عبارة عن لوحتين فنيتين، فالأولى تعود للفنان بول سيزان، وتحمل صورة ميناء مدينة مارساي الفرنسية، أما الثانية فهي للفنان جاك ماجوريل الذي رسم المغرب لسنين عديدة، واستقر بمدينة مراكش، وتحمل لوحته تعابير من التقاليد المغربية. وزادت المتحدثة ذاتها، أن "اللوحتين الفنيتين اللتين جسدتا في الطابعين البريدين تم تخليدهما، على ورقة تذكارية بخلفية المتحفين، متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، ومتحف أورساي بباريس". ومن جهته، قال أمين بنجلون التويمي، المدير العام لمجموعة بريد المغرب، أن هذا الإصدار المشترك لطوابع البريد "يظل حدثًا استثنائيًا في عالم جمع الطوابع، لأنه يكشف عن صلابة ومدى الروابط التي تجمع بين المؤسستين، وقال إن هذا الإصدار المشترك، الذي يعود إلى اتفاق تعاون عالمي تم توقيعه سنة 2017، بين مجموعة بريد المغرب والبريد الفرنسي، بغية تعزيز الخدمات الإلكترونية والخدمات المالية البريدية بين البلدين. يشار إلى أن هذا الإصدار المشترك للطوابع البريدية، تعتبره المؤسستان، حدثا استثنائيا في عالم الطوابع البريدية، ويظهر فوق كل شيء قوة واتساع وعمق العلاقات بين الدول المعنية كما هو الحال خاصة بالنسبة لأول إصدار مشترك أنجز بين المغرب وفرنسا عام 2001، والذي كان موضوعه التراث حيث جسد الإصدار "سقاية النجارين" في فاس و"سقاية ولاس" في باريس. وتجدر الإشارة إلى أن الإصدار الثري لسلسلة الإصدارات المشتركة لفرنسا والمنجزة مع باقي الدول، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1976، وبلجيكا في عام 2001، والبرتغال في عام 2007، وأوكرانيا في عام 2013 وإمارة مونكو في عام 2014. وجدير بالذكر، أن ول سيزان اشتهر بكونه تخلى عن القانون ليكرس معظم وقته للرسم، غير أن فشله في مسابقة الدخول إلى مدرسة الفنون الجميلة في باريس وضعه من البداية خارج إطار الفن الرسمي. أما جاك ماجورال فقد اشتهر بكونه تبع منبع الألوان، ليقوده طريقه إلى المغرب سنة 1917، بدعوة من الجنرال ليوتيه، بمدينة الداربيضاء ثم إلى مراكش التي قرر العيش فيها بعد ذلك بعامين، وأقام فيها حدائقه الشهيرة، وبالتالي، بات المغرب وشعبه ومناظره وألوانه في صميم إلهام هذا الفنان، حيث أن هذا الشغف بأنوار الجنوب هو الذي جعل سيزان وماجورال يظهران معا على هذا الإطار المشترك بين البريدين الفرنسي والمغربي.