لطالما شكلت إسبانيا جزءا من الدائرة الموسعة للمرشحين خلال كل مسابقة دولية. فعلى الرغم من اعتزال أبرز لاعبي المنتخب الوطني الذي هيمن على كرة القدم لسنوات عدة وذهاب المواهب الإسبانية إلى بطولات قوية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، تؤمن "لاروخا" في حظوظها بالانبعاث من جديد بعد فترة من الفراغ. وتعتمد إسبانيا، التي يعود تاريخ آخر نجاحاتها إلى 2012 برسم بطولة أوروبا، على مجموعة شابة عالمية المستوى لاستعادة صيت الكرة الإسبانية على الساحة الدولية. ويبدو أن المدرب الإسباني، لويس إنريكي، اللاعب السابق بكل من ريال مدريد ونادي برشلونة، والذي تلقى انتقادات من طرف وسائل الإعلام المحلية بسبب اختياراته الفنية، يجد الآليات لتنفيذ أفكاره في لعب كرة قدم جذابة وفعالة. فبناء على أداء الإسبان خلال بطولة أمم أوروبا لسنة 2021، والتي نجحوا خلالها في بلوغ الدور نصف النهائي، حيث تم إقصائهم بركلات الترجيح من قبل إيطاليا، يراهن لويس إنريكي على مزيج من اللاعبين ذوي الخبرة مثل بوسكيتس وكارباخال وموراتا ونجوم كرة القدم الإسبانية الصاعدة مثل غافي، الذي حصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي شاب، وأنسو فاتي أو بيدري. وعلى عكس المدربين الآخرين، يحاول لويس إنريكي انتقاء تشكيلة محكمة على المقاس، ولهذا فهو لا يبحث عن أفضل اللاعبين، ولكن عن أولئك الذين يتناسبون مع أسلوبه في اللعب، كما هو الحال مع قلب دفاع برشلونة إيريك غارسيا، ومهاجم ريال مدريد ماركو أسينسيو، واللذان يفقدان الرسمية داخل فريقيهما، الأمر الذي أثار انتقادات من وسائل الإعلام في البلاد. فسيرجيو بوسكيتس، قائد نادي برشلونة، الأبرز في منتخب "لاروخا" واللاعب الوحيد المتبقي من الفريق الذي توج بكأس العالم سنة 2010. ويعول على بوسكيتس، الذي غالبا ما يتعرض لانتقادات الصحافة المتخصصة، في قيادة المنتخب وضبط إيقاع اللعبة. وللذهاب بعيدا في هذا الموعد الكروي العالمي، يعتمد لويس إنريكي على مجموعة محددة بدقة من اللاعبين، حتى لو كانت بعض المراكز لا تزال معلقة. أحد هذه المراكز، هو الظهير الأيسر، حيث يتوفر المدرب الإسباني على خيارات متعددة مع لاعبين مخضرمين ومهاجمين. جوردي ألبا، الذي بدأ موسما تحوم حوله الشكوك مع نادي برشلونة، كما أنه لم يفرض نفسه، حتى الآن، كلاعب أساسي أمام بالدي الشاب. ويظل غايا، لاعب نادي فالانسيا البديل الثاني لشغل هذا المركز المهم في الخطط التكتيكية للمدرب الإسباني. وحتى إذا كان من الصعب تقييم قوة منتخب لاروخا الذي لم يكن أداؤه مستقرا في الأشهر الأخيرة، فمن الواضح أن رجال لويس إنريكي لديهم هدف واحد فقط في مونديال 2022 بقطر، هو الفوز باللقب. وإذا أبان عن علو كعبه، يمكن للمنتخب الإسباني، الذي ضمن تأهله إلى نهائي دوري الأمم الرابع الذي سيقام العام المقبل، أن يكرر إنجاز 2010. ومع ذلك، يحتاج زملاء بوسكيتس، الذين سيلعبون في المجموعة الخامسة إلى جانب ألمانيا واليابان وكوستاريكا، إلى التأهل إلى الدور الثاني، فمشوار الألف ميل يبدأ بالخطوة الأولى. المصدر و م ع