يشكل احتضان أبوظبي، مساء أمس الأربعاء، لفعاليات مؤتمر المرأة الإماراتية "المستقبل الآن"، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الأعمال وعدد من الشخصيات الإعلامية والفنية والثقافية بالدولة وعدد من طالبات الجامعات، فرصة لتسليط الضوء على الأدوار الفعالة للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسياسات الدولة في مجال تشجيع المرأة على العطاء والتألق في مختلف المجالات ومناحي الحياة. الأدوار الفعالة للمرأة في الامارات في خضم الأزمة العالمية الناجمة عن تفشي جائحة "كوفييد19″، اضطلعت المرأة الإماراتية بأدوار أساسية في التعامل مع الجائحة، حيث كانت في خط الدفاع الأول لمواجهة الجائحة، وأصبحت بهذه المنجزات نموذجاً ملهماً لجميع النساء على مستوى العالم، وشكلت جزءاً لا يتجزأ من منظومة عمل وطني مشترك تتضافر فيه جميع الجهود، من أجل احتواء تداعيات الوباء. و نجحت المرأة الإماراتية في اثبات دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول لمواجهة الفيروس ولعبت دوراً محورياً في نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة، كما برز حضور المرأة الإماراتية اللافت في ميدان العمل التطوعي منذ بداية انتشار الفيروس، حيث ساهمت في تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة وأصرت على أن تكون جزءاً من هذا العمل الوطني الذي يحظى بتضافر كافة الجهود المخلصة، من خلال تقديم الدعم والمساندة. على الصعيد الاقتصادي، أصبحت المرأة الإماراتية، قوة اقتصادية مؤثرة ويمتلكن أغلبية وظائف القطاع العام، لتتواصل بذلك إنجازات رحلة التمكين التي بدأت قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما أصبحت المرأة في الإمارات جزءا لا يتجزأ في تحقيق استراتيجيات بناء الدولة وتحقيق رؤيتها بأن تكون من أفضل 25 دولة في مؤشر التوازن بحلول عام 2021. من جهة أخرى، برزت المرأة الإماراتية في الجانب الاقتصادي بشكل ملموس، حيث تشكل سيدات أعمال الإمارات نحو 21% من إجمالي سيدات الأعمال في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعد النسبة الأعلى على مستوى دول المجلس، كما أن هناك أيضا 12 ألف سيدة أعمال إماراتية تصل قيمة استثماراتهن إلى 45 مليار درهم (12.2 مليار دولار) ويسهمن في العمل وإدارة 22 ألف مشروع اقتصادي وتجاري. وتمتلك السيدات 33% من المشروعات التي تزيد إيراداتها على 100 ألف دولار، كما بلغت نسبة مشاركة المرأة في وظائف القطاع العام أكثر من 66% وفي قوى العمل الوطنية 25% وفي الأعمال الحرة 15% وفي المشاريع الصغيرة والمتوسطة 30%. ولعبت المرأة الإماراتية أدوار رائدة في تمكين المرأة اقتصاديا من خلال التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وبناء القدرات وتعزيز ريادة الأعمال لدى النساء الشابات ومشاريعهن، وكان للمرأة دور كبير في إنجازات الامارات، حيث وصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، و كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة. و مثّلت المرأة الإماراتية، كذلك، قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، كما شكلت المرأة الإماراتية 60% من إجمالي القوى العاملة المواطنة في "إكسبو 2020 دبي" لتعكس رؤية الإمارات الطموحة في مجال تمكين المرأة وحرص قيادتها الرشيدة على تمكين مجتمع الإمارات من خلال المرأة في القطاعات كافة. على الصعيد الحكومي، تشغل المرأة في الحكومة الإماراتية 9 مقاعد وزارية، تبلغ نسبة تمثيلها الوزاري في حكومة الدولة 27.5% وهي من أعلى المعدلات العالمية، كما تبلغ نسبة التمثيل البرلماني للمرأة الإماراتية اليوم 50% من عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وتتبوأ الإمارات المركز الأول عربياً وإقليمياً في نسبة عضوية المرأة في البرلمان والثالث عالمياً بعد جمهوريتي رواندا وكوبا. واضافة الى ما سبق، تشغل المرأة الإماراتية، حالياً مناصب دبلوماسية مختلفة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث تمثل نسبة السيدات الإماراتيات إلى الذكور في الوزارة 42.5%، ويشمل السلك الدبلوماسي الإماراتي تسع سفيرات بالإضافة إلى قنصل عام يمثّلن الدولة ووجهها الحضاري المشرق في الخارج، وهي أرقام تعبر عن ثقة القيادة الإماراتية في المرأة وحرصها على إشراكها في صناعة القرار. تشجيع اماراتي متواصل للمرأة في جميع ومختلف المجالات عملت الامارات على تشجيع متواصل للمرأة في مختلف المجالات والقطاعات، حيث تم اعتماد استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات 2022 – 2026، التي تستند إلى رؤية مستقبلية واضحة تتمثل في أن تكون الإمارات نموذجاً عالمياً للتوازن بين الجنسين. وتتضمن الاستراتيجية 4 ركائز وأهداف رئيسية، هي: المشاركة الاقتصادية وريادة الأعمال والشمول المالي، والرفاه وجودة الحياة، والحماية، والقيادة والشراكات العالمية، بهدف الانتقال من مرحلة سد الفجوات والاطلاع على أفضل الممارسات إلى مرحلة وضع الدولة كمُصّدِر لأفضل ممارسات التوازن بين الجنسين والتركيز على مرحلة ما بعد التنافسية العالمية. مجهودات مكنت الامارات من احتلال المرتبة ال18 عالمياً والأولى عربياً وشرق أوسطياً في مؤشر المساواة بين الجنسين، الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لعام 2020، فيما تتطلع اليوم إلى دخول قائمة العشرة الكبار عالمياً، كما حققت الإمارات المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك بعد ارتقاء أداء الدولة 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمها إلى المركز ال68 بهذا التقرير بعد أن كانت في المركز ال72 عالمياً في نسخة العام الماضي. واليوم، تعتبر الإمارات اليوم نموذجاً عالمياً رائداً في حماية حقوق المرأة بفضل البيئة التشريعية الداعمة لها المتمثلة بالدستور وسلسلة القوانين الاتحادية والقرارات الوزارية والمحلية التي كفلت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى الآليات الوطنية وجهات الدعم المتمثلة في مؤسسات تمكين المرأة وعلى رأسها الاتحاد النسائي العام و مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين اللذين كان لهما الدور الأكبر في تذليل الصعوبات أمام نهوض وتمكين المرأة، عبر إطلاقها البرامج والمبادرات التي ساهمت في بناء قدرات المرأة في مختلف المجالات. وقد شهدت الإمارات خلال العامين الماضيين صدور حزمة من التشريعات الجديدة والتعديلات التشريعية لأكثر من 20 مادة قانونية شملت مجالات العمل والحماية والمشاركة السياسية والأحوال الشخصية والسلك القضائي والأجور والمعاملات المصرفية وحرية التنقل والزواج وريادة الأعمال والممتلكات والمعاش التقاعدي، من شأنها جميعاً تعزيز مكانة ومكتسبات المرأة وضمان وحماية حقوقها وترسيخ التوازن بين الجنسين، كما أسهمت في الارتقاء بمكانة الإمارات في مؤشرات التنافسية والتقارير العالمية.