مفاجأة كبيرة تلك التي كشفت عنها صحيفة "نيوورك تايمز" الأمريكية ، التي توصلت بوثائق تؤكد أن الجماجم التي استرجعتها الجزائر من فرنسا عام 2020 لا تعود جميعها لمقاتلي المقاومة، وأن ستة جماجم فقط هي التي تعود لمقاتلين جزائريين أما البقية فهي مجهولة الأصل. اللافت أن الصحيفة الأمريكية، تقول أنها حصلت على تلك الوثائق من متحف الإنسان بباريس والحكومة الفرنسية وهو ما يعني أن الفرنسيين كانوا على علم بأن تلك الجماجم لا تعود كلها للجزائريين، وأن 18 جمجمة لم يكن أصلها مؤكدا، من بين الجماجم ال 24 التي استرجعتها الجزائر. و الصادم أكثر، حسب المتتبعين للشأن الجزائري، هو سبب تكتم الحكومة الجزائرية على هذه الحقيقة، رغم أنها قدمت من تسلمت رفاتهم في الجنازات على أنهم كلهم من أبطالها القوميين. فبعد أن ظن أقربائهم أن من تسلمتهم الجزائر كانوا كلهم مقاتيلن جزائريين، أعدمتهم فرنسا خلال استعمارها لبلادهم، وأنهم حصلوا على السكينة في مثواهم الأخير، جاء الخبر الذي أعلنته الصحيفة الأمريكية كالصاعقة وأعاد للأذهان شريط هذه القصة التي تعود إلى سنة 2020 حين أعادت فرنسا جماجم 24 مقاتلا جزائريا إلى بلادهم كانت معروضة في متحف الإنسان في باريس. ولحد كتابة هذه السطور، لم تقدم الحكومة الجزائرية أي توضيح بخصوص المعلومات التي كشفتها الصحيفة الأمريكية، التي طالبتها بالتعليق، ولا يزال من غير الواضح سبب قبولها لبعض الجماجم التي لم تكن تعود لمقاتليها المقوميين وهو ما يطرح عدة علامات استفهام حول هذا الموضوع؟ وفي عام 2020، استقبل الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، طائرة قادمة من فرنسا حاملة على متنها رفات 24 مقاتلا جزائريا كانوا يقاومون ضد الاستعمار الفرنسي. و عملية إعادة تسليم فرنسا لهذه الرفات التي كانت معروضة في متحف الإنسان بباريس للجزائر ، رافقها احتفال الدولتان بهذه المبادرة التي تدخل في إطار تحسين العلاقات بين البلدين وبناء علاقات جديدة، حيث حظيت النعوش المسلمة باستقبال رسمي، وتم لفها بالعلم الوطني الجزائري وحملها جنود من حرس الشرف على وقع 21 طلقة مدفعية. وأعيدت هذه الجماجم بموجب اتفاقية وقعتها الحكومتان يوم 26 يونيو لعام 2020، تضمنت ملحقا من 4 صفحات يوضح بالتفصيل هويات الرفات. الجماجم المجهولة الأصل هي جزء من 18 عشر رفات بشرية يحتفظ بها متحف الإنسان في باريس من كافة أنحاء العالم و معظم تلك الرفاة تعود لموتى وقتلى من دول افريقية بالدرجة الأولى تشمل أمراء وأفراد عائلات حاكمة أصبحوا اليوم مجرد معروضات في المتحف الفرنسي فلمن تعود الجماجم 18 المجهولة وهل تكشف الجزائر عن سر احتفائها بها ؟ يشار أن عملية تسليم رفات المقاتلين كان قد تعهد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للجزائر سنة 2017 بعدما طلبت الجزائر رسميا من فرنسا للمرة الأولى في يناير 2018 إعادة الجماجم وسجلات من الأرشيف الاستعماري.