يتوقع أن تعرف المنظومة العسكرية في الجزائر، ارتدادات سلبية بعد أن قام الرئيس عبد المجيد تبون، مؤخرا، بترقية رئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، الى رتبة فريق أول، بعد سنتين بالتمام والكمال من ترقيته إلى رتبة فريق في 2 يوليوز 2020. ولتمكين شنقريحة من بسط سيطرته المطلقة على كافة مفاصل الجيش الجزائري، تم استبعاد الفريق بن علي بن علي، قائد الحرس الجمهوري، من خلال احالته على التقاعد، والذي رقي قبل سنتين إلى رتبة فريق أول، وهي أعلى رتبة في الجيش الجزائري. ترقية سعيد شنقريحة الى رتبة فريق أول، يؤكد أن المستشارين في الرئاسة الجزائرية، مجرد "طبالين" و "مزميرين"، حيث لا يجرؤ أحدهم على تنبيه أو انتقاد الرئيس عبد المجيد تبون في قراراته التي وصفها جهات معارضة ووسائل اعلام معارضة ب"العشوائية" وبأنها تزكي أكثر الدولة العسكرية في الجزائر، التي يرغب الشعب في التخلي عنها لصالح الدولة المدنية الديمقراطية . ويعزى صمت مستشاري الرئاسة الجزائرية على قرارات الرئيس، الى رغبتهم في الحفاظ على امتيازاتهم، ومنها جواز السفر الدبلوماسي، والامتيازات الكبرى التي يتمتعون بها، لذلك التزم الجميع الصمت حتى لا يغضبوا الرئيس وسعيد شنقريحة، الذي ارتقى في وقت قياسي من رتبة فريق الى رتبة فريق أول. ويسير الرئيس تبون، صوب تعيين سعيد شنقريحة، نائبا لوزير الدفاع، حيث تم تأجيل التعديل الحكومي في البلاد الى حين توفر الظروف المواتية لهم لتمهيد الطريق نحو تعيين شنقريحة في منصب هرم السلطة في البلاد، والتخلي بالمقابل على الفريق بن علي بن علي، قائد الحرس الجمهوري. وكان الرئيس الجزائري، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، قد أشرف، أمس الاثنين، على تقليد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، سعيد شنقريحة، رتبة فريق أول، و ذلك خلال حفل لتقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة الذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية. الفريق الأول الجديد، سعيد شنقريحة، اشتغل على امتداد سنوات إلى جانب قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، حيث تولى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، غير بعيدة عن الجنوب الشرقي المغربي سوى ب85 كيلومترا، وعرف باشتغاله الكبير في مجال الدبابات العسكرية والمدرعات الحربية، على امتداد فترة عمله بالجيش الوطني الجزائري. يعد شنقريحة امتدادا كبيرا لعداء النظام العسكري الجزائري الى المغرب، حيث خرج غير ما مرة بتصريحات مستفزة للمغرب، آخرها يعود إلى سنة 2016، إذ دعم علانية "حق جبهة البوليساريو في تأسيس دولة مستقلة على أرض الصحراء"، متهما المملكة بالسعي وراء إجهاض المحاولات التي يقوم بها الصحراويون من أجل ذلك، "من خلال مناورات دنيئة"، على حد قوله.