في سياق جهودها العالمية الهادفة الى التخفيف من انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة، وضعت الإمارات العربية المتحدة، "المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050″، والتي تروم من بين أهدافها البارزة خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050، مما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي. وضمن هذه المبادرة، أعلنت الامارات الاستثمار في أنظمة نقل جماعي جديدة ومستدامة مثل نظام السكك الحديدية الخفيفة والسريعة "مترو دبي"، ومشروع القطاع عالي السرعة، إضافة الى بدء تشغيل السيارات الكهربائية. واستبقت الامارات بدء تشغيل السيارات الكهربائية، بإعلان دائرة الطاقة في أبوظبي في 25 ماي الماضي، عن إطلاق "سياسة البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في أبوظبي"، في خطوة مهمة تهدف إلى إنشاء منظومة عمل تدعم تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050. وتحدد "سياسة البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في أبوظبي"، الشروط والمعايير الخاصة بإنشاء شبكة من محطات شحن المركبات الكهربائية في جميع أنحاء أبوظبي، وتتضمن المبادئ الخاصة بملكية وتركيب وإدارة معدات إمداد المركبات الكهربائية، وإمداد هذه المعدات بالكهرباء، وآلية التسعير للمتعاملين النهائيين، كما تتوقع السياسة، كذلك، زيادة تدريجية في استخدام المركبات الكهربائية على طرق أبوظبي خلال السنوات المقبلة. وتعد سياسة البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في إمارة أبوظبي خطوة مهمة على طريق تمكين نمو البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية في الإمارة وبما يتماشى مع استراتيجيات التنويع الاقتصادي في أبوظبي والإيفاء بالتزامات الإمارة بشأن اتفاقية باريس للمناخ وأهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة. ويأتي بدء التشغيل التجريبي للسيارات الكهربائية ضمن أسطول التاكسي في الامارات، ضمن أهداف الدولة الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة المستخدمة والتحول نحو الإمداد بالكهرباء، وكذا في إطار حرص الامارات على مواكبة التوجه العالمي نحو استخدام السيارات الكهربائية التي يتم شحنها من الشبكات الكهربائية، والتي تسمح مع تطور مزيج الطاقة، بزيادة استخدام الطاقة النظيفة للنقل وكذلك خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى. توجهات الإمارات نحو التخفيف من انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة باعتماد السيارات الكهربائية، بوأها الصدارة في المنطقة العربية باعتماد هذه السيارات، حيث تعد نسبة محطات الشحن إلى السيارات فيها من بين الأعلى عالمياً. وكشف تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الإمارات تضم حاليا 240 محطة عامة بطيئة الشحن مرتبطة بشبكة الطاقة، 80% منها في دبي. وضمن نفس جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة بتجربة السيارات الكهربائية، توصل باحثون إماراتيون في سنة 2020، إلى نظام هو الأول من نوعه في العالم يسمح بشحن جميع أنواع المركبات الكهربائية باستخدام كابل وقابس واحد، حيث نجح الباحثون في مركز البحوث والتطوير التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي في التوصل لنظام مبتكر متخصص في محطات الشحن الذكية للمركبات الكهربائية. ويسمح النظام الجديد شحن جميع أنواع المركبات الكهربائية باستخدام كابل وقابس واحد سواء المركبات التي يتم شحنها عن طريق التيار المتردد أو التيار المباشر، كما يسهم هذا النظام في جعل تصميم محطات الشحن صديقاً للمستخدم قدر الإمكان، حيث أنه يبسط عملية الشحن ويتيح لسائقي المركبات الكهربائية شحن سياراتهم بسهولة بالغة دون الحاجة لإحضار كابلات الشحن المناسبة لمركباتهم.