استعرض مصطفى باتياس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الاثنين بالرباط، أمام أزيد من 30 من السفراء وممثلي العثات دبلوماسية بالمغرب، بعضا من الإصلاحات الكبرى والأوراش التنموية التي أطلقها جلالة الملك منذ توليه العرش. وقال بايتاس، في لقاء تواصلي نظمته المؤسسة الدبلوماسية، إن "بلادنا سطرت ملحمة جديدة بفضل الإصلاحات الكبيرة التي أقرها جلالة الملك محمد السادس، والتي همت مختلف المستويات الحقوقية والسياسية والقانونية والمؤسساتية". وأضاف المسؤول الحكومي أن "المصالحة الحقوقية والإصلاحات الدستورية والسياسية التي تم تحقيقها بقيادة جلالة الملك مكنت بلادنا من الصمود أمام مختلف التحديات وتجاوزها بكل تفرد وتميز"، كما لفت المتحدث ذاته إلى الإصلاحات المرتبطة بتوسيع صلاحيات وأدوار المؤسسة التشريعية ورئاسة الحكومة. وبعد إبرازه لأهمية التعددية الهوياتية باعتبارها "نقطة قوة للأمة المغربية"، توقف بايتاس عند نسب المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لاسيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتابع مخاطبا سفراء وممثلي البعثات البدبلوماسية بالمغرب بالقول " لقد كان الإقبال على صناديق الاقتراع كبيرا جدا لاسيما ببعض الجهات، ومنها جهة العيون الساقية الحمراء التي ناهزت نسبة المشاركة فيها 67 في المائة". بايتاس، عاد في حديثه أيضا إلى مرحلة "التناوب التوافقي"، وقال إن "التنوع والنموذج السياسي أصبح واحدا من المكتسبات الحقيقية لبلادنا وواحدا من المحفزات الكبرى"، مضيفا أن مسار المملكة "هو مسار تراكمي متواصل ينطلق من محطة إلى أخرى"، وزاد "نربح رهانات ونتوق لربح رهانات أخرى مستقبلا". وفي معرض حديثه عن الحكومة التي يترأسها حزبه، أكد بايتاس، أن الحكومة تعمل بنفس إيجابي وبانسجام كبير بين مكوناتها، موردا أن الحكومة واعية بدقة المرحلة وكذا بالتحديات المطروحة على المستويين الداخلي والخارجي. وواصل بايتاس حديثه بالقول "الحكومة منذ أن تم تنصيبها تعاقدت على تنزيل ما تعهدت به في برنامجها، وتسير بالسرعة المطلوبة من أجل إقرار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي وعدت بها". ولم يفوت بايتاس الفرصة دون أن يؤكد على أن "الدولة لا تتنكر لكل الإصلاحات التي عرفتها بلادنا منذ حكومة الراحل عبد الرحمان اليوسفي"، وزاد "نعمل على تجميع كل المنجزات من أجل سياسة عمومية مندمجة محددة الأهداف وقابلة للتنزيل على أرض الواقع". وخلال حديثه عن الدولة الاجتماعية، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنه "لا يمكن الحديث عن الدولة الاجتماعية دون الحديث عن حضور قوي للدولة في القطاع الصحي"، ليشير إلى أن الحكومة قامت بعدة إصلاحات في هذا المجال، وكذا في قطاع التعليم. وفي علاقة بالمجتمع المدني، اعتبر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان أن هذا القطاع يعد "نقطة قوة"، قبل أن يقر بأن الإصلاحات التي عرفها "لم تكن في مستوى الطموحات"، وتعهد بالعمل على تقويته. ومن جهته، أكد عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الدبلوماسية، أن لقاء بايتاس يأتي في إطار سلسلة اللقاءات التي دأبت المؤسسة الدبلوماسية على عقدها لفائدة السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب، وهو اللقاء الدبلوماسي ال110. وأوضح حابك، في تصريح صحفي لموقع "الدار" أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، قدم أجوبة للسفراء على مجموعة من الأسئلة تمحورت حول العلاقات الدولية، لا سيما في ما يتعلق بمستوى العلاقات التي وصل إليها المغرب مع الجارة الإسبانية، وأيضا حول مختلف الأوراش التي تقوم الحكومة بتنزيلها لا سيما ورش تعميم الحماية الاجتماعية.