اطلع وفد إسباني، يقوم بزيارة لجهة العيون الساقية الحمراء، أمس الثلاثاء، على المؤهلات الثقافية والطبيعية والاقتصادية التي يزخر بها إقليم طرفاية. وشكلت محمية النعيلة المحطة الأولى ضمن برنامج هذه الزيارة المنظمة بمبادرة من مركز الساقية الحمراء للدراسات والأبحاث، وجمعية مورسيا للطلح، حيث تعرف الوفد عن قرب على ما تزخر به هذه المحمية الطبيعية. ويضم هذا الوفد، الذي يرافقه القنصل العام للمملكة المغربية في مورسيا، سيدي محمد بيد الله، أنطونيو فيسينتي فراي سانشيز، مؤرخ وأستاذ جامعي بجامعة مورسيا، وغونزالو سانشيز الفاريز كاستيلانوس، مصور و مصمم، وباولينو روس، صحفي بالراديو الجهوي لمورسيا. وخلال لقاء مع عامل إقليم طرفاية، السيد محمد حميم، تم استعراض مختلف المؤهلات التي يزخر بها إقليم طرفاية، ومحفزات وفرص الاستثمار في قطاعات الصيد البحري والسياحة إلى جانب المشاريع الاستثمارية الكبرى التي يتم إنجازها في مختلف المجالات وخاصة في مجال الطاقة الريحية والشمسية. كما تم خلال هذا اللقاء، تسليط الضوء على الجهود المبذولة من أجل تعزيز الشراكة المغربية – الاسبانية، ودعم الاستثمار في مختلف المجالات، وتشجيع المبادرات وإنعاش التعاون الثنائي على كافة الأصعدة. وفي هذا السياق، عبر السيد باولينو روس، عن اعتزازه بزيارة المغرب وخاصة الأقاليم الجنوبية للمملكة، معربا عن أمله في تعميق العلاقات بين البلدين وتطويرها في مجالات البحث العلمي والثقافي والاجتماعي، إضافة إلى تبادل الخبرات مع أبناء المناطق الجنوبية المغربية. ومن جهته، أبرز غونزالو سانشيز الفاريز كاستيلانوس، أن هذه الزيارة تشكل فرصة لتعميق علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين المغربي والاسباني في المجالات الثقافية والاجتماعية ودعم المبادرات المشتركة في هذا المجال. ومن جانبه، قال رئيس مركز الساقية الحمراء للدراسات والأبحاث، السيد محمد البلال، إن زيارة الوفد الاسباني لجهة العيون الساقية الحمراء، تأتي في إطار مخرجات أشغال المنتدى المغربي الاسباني الثاني لجهة العيون الساقية الحمراء، وجهة مورسيا الاسبانية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تهدف بالأساس إلى ترسيخ العلاقات الثقافية، وتبادل المعرفة وتلاقح الأفكار العلمية بين الجانبين. وزار الوفد الاسباني خلال هذه المحطة، أيضا، المعالم والمرافق الأثرية بإقليم طرفاية، والتي شملت بالخصوص دار البحر "كازا مار"، و متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري؛ حيث اطلع على مكونات هذه المعلمة الثقافية التي تضم العديد من المعروضات وصورة كبيرة لسانت إكزوبيري ببذلة الطيارين، فضلا عن نماذج الطائرات التي صنعها ورسومات إيضاحية من إبداعه ضمنها في روايته "الأمير الصغير" وغيرها من اللوحات الفنية. وسيواصل الوفد جولته بزيارة لمواقع النقوش الصخرية، والمواقع الأثرية بالمنطقة، وكذا بعقد لقاءات مع السلطات والفاعلين المحليين بإقليميالعيون والسمارة، إضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية مورسيا للطلح، و مركز الساقية الحمراء للدراسات والأبحاث بالعيون، وجمعية ميران لحماية التراث بالسمارة، للتعريف والبحث حول المواقع الأثرية والطبيعية بجهة العيون الساقية الحمراء، وكذا تنظيم محاضرة بالكلية متعددة التخصصات بالسمارة يلقيها الأستاذ أنطونيو فيسينتي فراي سانشيز، إلى جانب تقديم كتابه تحت عنوان "النقوش الصخرية الأثرية في جنوب المغرب " الصادر بإسبانيا نهاية شهر فبراير الماضي.