شهدت تونس العاصمة، اليوم الجمعة، اشتباكات بين قوات الأمن، و مواطنين، وذلك خلال مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات التونسيين احتفالا بالذكرى 11 للثورة التونسية. ومنعت القوات الأمنية، كما توضح الصور ومقاطع الفيديو المرفقة بهذا المقال، المحتجين من ولوج شارع الحبيب بورقيبة، حيث استعملت قوات الأمن العام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من أحل تفريق المحتجين. ومنذ الصباح، نزلت السلطات التونسية بكامل تعزيزاتها الأمنية، كما أغلقت عددا من الشوارع، بينها شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة، في وقت أعلنت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" اعتقال عدد من المحتجين. اشتباكات واعتقالات ولم تخلو هذه المظاهرات، من مناوشات واشتباكات بين القوات الأمنية، و المحتجين، الذين جرى منعهم من الوصول الى شوارع باريس ومحمد الخامس وجون جوريس بالعاصمة بتونس العاصمة. https://aldar.ma/wp-content/uploads/2022/01/WhatsApp-Video-2022-01-14-at-16.04.02.mp4 هذه الاحتجاجات تأتي تزامنا مع الاحتفال بالذكرى ال11 للثورة التونسية، حيث دخل مئات التونسيين في مناوشات مع العناصر الأمنية في العاصمة تونس، بعد رفعهم شعارات تطالب بإسقاط الرئيس التونسي قيس سعيد. وقامت العناصر والقوات الأمنية التونسية، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، بغلق كل الطرقات المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة، الشارع الرئيسي بالعاصمة تونس، في محاولة لمنع المتظاهرين من الوصول إليه. https://aldar.ma/wp-content/uploads/2022/01/WhatsApp-Video-2022-01-14-at-16.04.03.mp4 وكما يتضح من خلال الصور، و مقاطع الفيديو، استعملت القوات الأمنية خراطيم المياه لتفريق المحتجين، فيما تجمّع المتظاهرون في عدد من الشوارع القريبة من شارع الحبيب بورقيبة، ودخلوا في مناوشات من الأمنيين الذين حاولوا منعهم من الوصول إلى الشارع الرئيسي. أحزاب سياسية تدعو الى التظاهر ودعت عدد من الأحزاب التونسية الى التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة، احتفالا بالذكرى 11 للثورة التونسية وتعبيرا عن رفض مسار 25 يوليو 2021، وهو تاريخ قيام الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإقالة رئيس الحكومة. وحاوت حركة النهضة الإسلامية، الموالية للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، استغلال الذكرى ال11 للثورة التونسية، لتحريض المواطنين على التظاهر، حيث دعت، أمس الخميس، عموم التونسيات والتونسيين الى التظاهر، اليوم الجمعة، 14 يناير 2022 " احتفالا بعيد الثورة وتصدّيا للدكتاتورية الناشئة"، وفق ما ورد في بيان صادر عنها. وأعربت حركة النهضة عن رفضها قرارات الحكومة التونسية التي منعت التظاهر، مؤكدة أن هذه القرارات "توظيف سياسي للوضع الصحي ومخاطر انتشار جائحة كورونا، لضرب ما تبقَّى من هوامش الحريات ". الداخلية التونسية تمنع جميع المظاهرات و الاحتفالات وفي سياق متصل، أعلن والي تونس كمال الفقي -في بيان- تأجيل أو إلغاء كافة المظاهرات المفتوحة لمشاركة أو حضور العموم سواء في الفضاءات المفتوحة أو المغلقة لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، ضمن إجراءات مكافحة كورونا. وأكدت وزارة الداخلية، في بيان لها أن " التجمع في الشوارع يخالف القرار الحكومي المتعلق بإلغاء كافة المظاهرات حفاظا على صحة وسلامة المواطنين"، مجددة الدعوة، أمس الخميس، الى كافة المواطنين إلى الالتزام بقرارات الحكومة بخصوص منع جميع التجمعات و فرض حظر تجول ليلي في إطار قيود جديدة للحد من تفشي فيروس كورونا. جدير بالذكر أن تونس تشهد منذ 25 يوليوز الماضي، أزمة سياسية على خلفية إجراءات استثنائية؛ أبرزها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة وتعيين حكومة جديدة. هذا، وترفض أغلب القوى السياسية والمدنية في تونس تلك الإجراءات، التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، وتراها "انقلابا" على الدستور، في المقابل تؤيدها قوى أخرى ترى فيها تصحيحا لمسار ثورة 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.