استقبل إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، يوم الخميس الماضي، مجموعة من الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري ومزدوجي الجنسية لمناقشة قضية "مصالحة الشعوب"، وفقا لصحيفة "لوموند". ووجه ماكرون، صفعة قوية للنظام العسكري الجزائري، ردا على تساؤلات أحفاد "حركيين" تعاونوا مع الجيش الفرنسي خلال فترة الاستعمار، مشيرا إلى أن النظام الجزائري متعب وقد أضعفه الحراك، وكان له حوار مع الرئيس عبد المجيد تبون، وتبين من خلاله أنه عالق داخل نظام صعب للغاية في إشارة مباشرة إلى الجنرالات المتحكمة في كل القرارات. وعلق أحمد نور الدين، متخصص في الشؤون الخارجية، على تعليقات ماكرون والطريقة التي تفال بها النظام العسكري الجزائري، بعد قرار إغلاق مجالها الجوي على الطيران الحربي الفرنسي، قائلا:" هذا يعني ضمنيا أن الطيران الحربي الفرنسي كان يستعمل المجال الجوي الجزائري.. هذا الجيش الفرنسي نفسه هو الذي قتل مليون ونصف مليون جزائري، حسب الرواية الرسمية الجزائرية". ويرى أحمد نور الدين في تصريح لموقع الدار، أن أهم ما جاء في قرار النظام العسكري الجزائري، أن الطيران العسكري الفرنسي يستعمل المجال الجوي لبلد المليون شهيد منذ سنوات، وإلا فما الداعي لمنعه أصلا، متسائلا كيف يتحدثون عن الكرامة الجزائرية وسبق لهم أن سمحوا للطيران العسكري أن يجول ويصول في مجالهم الجوري وهو من كان وراء " مليون شهيد". وقال المتخصص في الشؤون الخارجية، إنه عندما يتعلق الأمر بالمغرب فالجزائر تغلق مجالها الجوي وحتى على الطيران المدني المغربي بالاضافة الى الحربي وتغلق الحدود منذ 1994، وتطرد 350 ألف مغربي كانوا يقطعون الجزائر منذ عشرات السنين جيلين او ثلاثة، بدون ذنب او جريمة إلا لأنهم مغاربة، وانتقاما من المغرب الذي حرر الصحراء من الاحتلال الاسباني، مشيرا إلى أن الجزائر لم يكتفي بتلك الجريمة بل صادرت أموالهم وعقاراتهم وأرزاقهم، وكدستهم في الشاحنات كالخرفان، في ظروف حاطة بكرامة الانسان، وألقت بهم على الحدود بالملابس التي على أجسادهم وذلك في سنة 1975 اي بعد 12سنة من خروج الاحتلال الفرنسي. وتابع قائلا:" المغرب هو الذي دعم ثورة التحرير الجزائرية بالمال والرجال ضد الاحتلال الفرنسي واحتضن قياداتها وقواعدها، واحتضن مئات الآلاف من اللاجئين الجزائريين .. فكان هذا جزاء المغرب!" لذلك المغرب وليس فرنسا من يستحق العداء والعدوان الجزائري ويستحق أن يهدده الجنرالات الجزائريين بالغواصات والصواريخ اس 400 وطائرات السوخوي…التي اشتروها من روسيا بأموال الشعب الجزائري الذي يقف ساعات طوال في الطوابير للحصول على الغاز في بلد يسبح فوق النفط والغاز.. وختم قوله قائلا:" هذه الممارسات تأتي في بلد ينقطع فيه الماء في العاصمة الجزائرية وما بالك ببقية المدن والقرى، وفي بلد يعتمد في ميزانيته على صادرات النفط بحوالي 97%"..