اصطفت طوابير الجزائريين من جديد أمام محلات، ونقاط بيع الحليب على أمل الظفر بأكياس منها في عز أزمة تعرفها مختلف بلديات ولاية "عنابة" منذ أيام. الأزمة التي تذكر بأزمات مماثلة عرفتها البلاد شهر رمضان الماضي، تسببت في حدوث مناوشات بين المواطنين وسط ازدحام كبير. وضع عمق جراح العائلات المعوزة والفئات الهشة التي تعتمد على هذه المادة الحيوية وذلك بدافع الندرة وكذا تذبذب عملية سلسلة التموين. وفي محاولة لامتصاص هذا الاحتقان، اعتقلت السلطات الجزائرية قبل أيام، 16 شخصا، بسبب سوء التسيير بملبنة "إيدوغ" وكذا المضاربة والبزنسة من قبل بعض المسؤولين، حيث كشف الاعتقال عن وجود تلاعبات وعملية "بزنسة" بمادة مسحوق الحليب المدعم. واختار بعض الوسطاء، والمتخصصون في الاحتكار استغلال هذه الأزمة من خلال ربط علاقات الرقابة التي تربطهم بالتجار بغرض الظفر بكيس واحد. و لازال المواطن الجزائري يرزح تحت نير الأزمات الاجتماعية، في عز ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وتضرر القدرة الشرائية للطبقة الشعبية. وفي وقت حول فيه النظام العسكري الجزائري كل جهوده لمعاداة المغرب، ومحاولة افتعال جبهات "الحرب"، والتوترات على أكثر من صعيد، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بالبلاد، زادها الجشع والاحتكار ارتفاعا مهولا، حيث سعر اللحوم البيضاء في الجزائر، حوالي 500 دينار للكيلوغرام، كما عرفت أسعار بعض البقوليات كالعدس والحمص والفاصوليا، ارتفاعا ملحوظا، بشكل ينبئ بانهيار القدة الشرائية للغالبية الساحقة من المواطنين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.