كشفت صحيفة "الباييس" الاسبانية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أنه يرتقب أن تعود السفيرة المغربية كريمة بنيعيش إلى مدريد خلال الأيام القليلة المقبلة، لتضع بذلك حدا لأزمة العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا، بعد استقبال هذه الأخيرة، لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي. وأشارت صحيفة "الباييس" الى أنه رغم عدم الإعلان عن موعد عودة السفيرة بنيعيش الى مدريد، فإن المصادر تؤكد بأنها العودة وشيكة خلال الأيام المقبلة، بعد أن أعرب جلالة الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى ال68 لثورة الملك والشعب، يوم الجمعة، عن رغبته في "فتح مرحلة غير مسبوقة" في العلاقات بين البلدين، على أساس "الثقة والشفافية والالتزام المتبادل"، وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا واشادة من طرف رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز. وأضافت ذات الصحيفة أن العاهل الاسباني، فيليبي السادس، بعث ببرقية تهنئة يوم السبت، الى الملك محمد السادس، بمناسبة عيد ميلاده ال58، نيابة عنه ونيابة عن الملكة ليتيزيا، في برقية نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بعد أن هنأه يوم 31 يوليوز بمناسبة عيد العرش، وهو ما يشكل اشارات ودية بين عائلتين ملكيتين تجمعهما علاقة ألفة وصداقة. وتابعت صحيفة "الباييس" أن إحدى المهام الأولى للدبلوماسية المغربية، كريمة بنيعيش، بعد عودتها إلى مدريد هي التحضير للاجتماع رفيع المستوى المقبل بين البلدين، الذي كان من المقرر عقده في دجنبر الماضي، قبل أن يتم تعليقه فيما بعد. وأشار المصدر ذاته الى أن السفيرة كريمة بنيعيش، لعبت دورًا مهمًا في الأزمة الثنائية مع إسبانيا، في حين اختارت اسبانيا التضحية بالوزيرة السابقة في الخارجية، آرانشا غونزاليس لايا، كبادرة انفراج في العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكدت صحيفة "الباييس" أن " لم الشمل بين المغرب واسبانيا، بعد تحول الموقف المغربي الذي اتسم به خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، يمثل بداية مسار يتعين على المسؤولين الإسبان البحث فيه عن حلول للخلافات الثنائية التي لا تزال مفتوحة، من بينها، إغلاق الحدود البرية لسبتة ومليلية المحتلتين، منذ مارس 2020، مع ما ترتب على ذلك من اختناق اقتصادي للثعرين المحتلين، وتعليق حركة الركاب عبر مضيق جبل طارق، وعودة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى إسبانيا، في مارس الماضي، فضلا عن عملية اعادة القاصرين، أوقفها القضاء الاسباني، بسبب شرعيتها المشكوك فيها، تمثل بادرة حسن نية من جانب الحكومة المغربية. غير أنه، تردف الصحيفة الاسبانية، ليس من الواضح ما إذا كانت مراجعة الموقف الإسباني بشأن الصحراء المغربية، ستكون على جدول أعمال المفاوضات بين الرباطومدريد، مشيرة الى أن " قضية الصحراء في الواقع، هي أصل الأزمة الثنائية الإسبانية المغربية الأخيرة، وهي الأسوأ منذ أزمة جزيرة ليلى سنة 2002، حيث تؤيد اسبانيا دائمًا قرارات الأممالمتحدة، التي تلتزم بحل نزاع الصحراء المغربية على أساس تسوية سياسية. وخلصت صحيفة "البايس" الى أنه " لن يكون من السهل تحقيق الهدف الذي حدده الملك محمد السادس في خطابه يوم الجمعة الماضي، والمتمثل في رفع العلاقات مع إسبانيا إلى نفس مستوى فرنسا، مضيفة أن " الأشهر القليلة القادمة هي الكفيلة لإظهار ما اذا كانت هذه الأمنيات الطيبة ستُترجم إلى علاقات جديدة ترتكز على الشروط التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير".