أقر القائد العام لسلاح الجو الاسباني، أمام القاضي، "رافاييل لاسالا"، أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، تجاوز نقطة مراقبة جوازات السفر يوم وصوله إلى القاعدة الجوية بسرقسطة على متن طائرة قادمة من الجزائر. وكشفت صحيفة "الاسبانيول" أن القائد العام لقاعدة سرقسطة الجوية، "خوسيه لويس أورتيز-كانافاتي"، أكد في الجواب الذي تضمنته مراسلة المسؤول العسكري الذي يحمل رتبة جنرال، والتي نشرتها الصحيفة الاسبانية، أنه " في 18 شهر أبريل المنصرم، من هذا العام، تلقوا أمرًا عبر الهاتف من هيئة الأركان العامة للقوات الجوية يقضي بعدم مرور غالي ومن معه بنقطة مراقبة جوازات السفر، ولا ينبغي أن تمر بالجمارك". وأشارت الصحيفة ذاتها الى أنه " قبل أسابيع، يذهب الجنرال إلى أبعد من ذلك ويوضح بالتفصيل كيف أعطت وزيرة الخارجية، "أرانشا غونزاليس لايا"، هي التي أعطت أمرًا مباشرًا لوزارة الدفاع بدخول غالي دون الكشف عن هويته وتجاوز البروتوكولات المعمول بها عادة، ولهذا السبب كان مسؤولو المطار يجهلون هوية الواصلين الى مطار سرقسطة. وأضاف المصدر ذاته أن " شهادة الجنرال أورتيز كانيافاتي، كشفت أن الأوامر جاءت من خلال مكالمة هاتفية مرت بقسم العلاقات الدولية بهيئة الأركان العامة للطيران، تفيد بأن مريضاً يحمل جواز سفر دبلوماسياً جزائرياً كان مسافراً على تلك الطائرة ، وقد وصل على نقالة طبية وكان برفقته شخص". وأوضح رئيس القاعدة العسكرية الجوية في سرقسطة في رده أمام القاضي، أنه " لا يستطيع اليوم تأكيد أسماء الركاب الذين كانوا مسافرين على متن الطائرة، حيث "لم يتم طلب جوازات سفر الركاب الواصلين الى المطار". وأكدت صحيفة "الاسبانيول" أن " قاعدة سرقسطة الجوية لديها إجراءات تشغيلية تنص على أن جميع الطائرات الأجنبية القادمة من دول خارج منطقة شنغن التي تهبط فيها، يؤكد القائد العام أورتيز-كانافيت، يجب أن تخضع لمراقبة جوازات السفر وأن تخضع لإشراف قوات وهيئات أمن الدولة". وأشارت ذات الصحيفة الى أن " هذه القاعدة الجوية تخضع إلى التعليمات العامة لهيئة الأركان العامة للقوات الجوية، غير أنه في حالة إبراهيم غالي ومن معه، يقول القائد العام للقاعدة الجوية، "لم يتم اتباع الإجراء المعتاد "بسبب الأمر الذي تم استلامه من هيئة الأركان العامة للقوات الجوية". توضح المصادر الأجنبية أن جوازات السفر الدبلوماسية التي يحملها الركاب على متن رحلة رسمية (وبالتالي، مع التصاريح ذات الصلة) لا تخضع لمراقبة الوصول، بموجب اتفاقية يتم الاحتفاظ بها مع دول مختلفة، بما في ذلك الجزائر، غير أنهم ملزمون بحملها معهم في حالة طلبها في أي وقت من قبل السلطة المختصة". قبل عدة أسابيع، فتح قاضي التحقيق في اسبانيا، تحقيقا في الشكاية، التي قدمها المحامي، " أنطونيو أوردياليس"، بشأن وجود أدلة على جريمة تزوير جواز السفر والمراوغة والتستر ضد غالي ومسؤولي الحدود في ذلك المطار أو وزارة الخارجية الذين، في رأي القاضي، سيكونون على علم بأسباب الجرائم الخطيرة للتعذيب المزعوم، وفتحت الإبادة الجماعية زعيم البوليساريو في المحكمة الوطنية. كما يوضح القائد العام للقاعدة الجوية في سرقسطة، أن " الأوامر التي صدرت من هيئة الأركان العامة للقوات الجوية إلى القاعدة الجوية، والتي من بينها عدم تنفيذ إجراءات الجمارك والهجرة المعمول بها"، تم التوصل بها من قبل وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون ". وصل إبراهيم غالي إلى إسبانيا في منتصف أبريل الماضي، وبقي في مستشفى "لوغرونيو" للاستشفاء من كوفيد-19 حتى الأول من يونيو الماضي. بعد الإدلاء بشهادته أمام القاضي والسماح له بالاحتفاظ بجواز سفره، تمكن من مغادرة البلاد متوجهاً إلى الجزائر، حيث ما زال يرقد في المستشفى. وهبطت طائرة إبراهيم غالي، في القيادة الجوية العسكرية بمطار سرقسطة في 18 أبريل الماضي، في الساعة 7:25 مساءً، كما ورد في التقرير المرسل إلى القاضي. بعد ساعات، عندما وصل إلى لاريوخا في سيارة إسعاف طبية، التحق بالمركز الصحي تحت اسم مزور، وهو محمد بن بطوش. وتسبب تورط الحكومة الاسبانية في ادخال غالي إلى التراب الاسباني، في أزمة دبلوماسية مع المغرب وأكبر تدفق للمهاجرين إلى سبتة، حيث عبر 8000 شخص الحدود في يومين فقط، كما أدى تسجيله تحت اسم آخر في مستشفى "لوغرونيو"، بالإضافة إلى غموض الإجراءات التي وصل بها إلى الأراضي الوطنية، إلى إثارة غضب المغرب، الذي انتقد طعنه من اسبانيا.