كلما تحرك ملف دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" إلى إسبانيا خطوة إلى الأمام قضائيا، إلا وتورطت أكثر وزير الخارجية أرانتشا غونزاليس لايا، هذا ما يمكن استنتاجه من تصريحات القائد العام للقاعدة الجوية بسرقسطة حيث حطت الطائرة التي كانت تقل غالي قادمة من الجزائر، والذي أكد في جواب على استفسار المحكمة أن أوامر صدرت بعدم التحقق من هويته عن هيئة الأركان العامة للقوات الجوية، وذلك بعد اتصال مباشر من وزيرة الخارجية. وحركت محكمة التعليمات السابعة في سرقسطة القضية بناء على شكاية مقدمة من طرف المحامي الإسباني أنطونيو أوردياليس، والتي تطالب بالتحقيق في المعطيات المتوفرة حول دخول زعيم "البوليساريو" إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة قصد العلاج، الأمر الذي دفع القاضي رافاييل لاسالا، إلى مساءلة قائد المطار العسكري الذي حطت فيه الطائرة، خوسي لويس أورتيز كانيافاتي، هذا الأخير أكد أن تعليمات أُعطيت لمسؤولي المطار حتى لا يتم التحقق من هوية الواصلين. ووفق الجواب الذي تضمنته مراسلة المسؤول العسكري الذي يحمل رتبة جنرال، والتي نشرتها صحيفة "إل إسبانيول"، فإنه يوم 18 أبريل 2021 تلقى أمرا بعدم مراقبة جوازات سفر ركاب الطائرة وألا يمروا عبر الجمارك، مضيفا أن أرانتشا غونزاليس لايا، بصفتها وزيرة الداخلية، هي التي أعطت أمرا مباشرا للمسؤولين التابعين لوزارة الدفاع بدخول غالي دون الكشف عن هويته وتجاوز البروتوكولات المعمول بها عادة، ولهذا السبب كان مسؤولو المطار يجهلون هوية الواصلين. وأكدت شهادة الجنرال أورتيز كانيافاتي أن الأوامر أعطيت من خلال مكالمة هاتفية مرت بقسم العلاقات الدولية بهيئة الأركان العامة للطيران، وكانت تتعلق ب"طائرة جزائرية تُقل مريضا يحمل جواز سفر دبلوماسي جزائري، والذي وصل على ناقلة طبية وكان برفقته شخص آخر"، وفق ما جاء في الشهادة، وتابع قائد قاعدة سرقسطة أنه لا يستطيع تأكيد أسماء الركاب بسبب الأوامر التي منعته من طلب جوازات سفرهم. ورغم عدم حسم الشهادة في كون إبراهيم غالي دخل بهوية مزيفة وهي "محمد بن بطوش، الجزائري الجنسية"، إلا أنه أكدت ما سبق للمغرب أن أورده عند بداية الأزمة الدبلوماسية مع إسبانية، من كون زعيم الجبهة الانفصالية دخل بشكل سري، وذلك من أجل إبعاده عن أنظار القضاء لكونه متابعا في قضايا تتعلق بالاغتصاب والتعذيب والاختطاف والتصفية الجسدية في حق صحراويين حاملين للجنسية الإسبانية.