لازال النظام العسكري الجزائري يمني النفس بإدراج قضية الصحراء المغربية ضمن جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، خاصة مجلس السلم والأمن، الذي سيلتئم اليوم الثلاثاء، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وهو الاجتماع الذي ستشارك فيه الجزائر بصفتها أحد أعضائه. وفي سبيل ذلك أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، مكالمتين هاتفيتين مع كل من رئيس جمهورية كينيا أوهورو كينياتا، ورئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. وكشف بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، أن الرئيس تبون تناول خلال هاتين المكالمتين الهاتفيتين، مع نظيريه، سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي، فضلا عن تبادل وجهات النظر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتحديات التي تواجهها القارة الإفريقية". وأشار ذات البيان الى أنه تم التطرق إلى أهم المسائل المطروحة على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي، خاصة مجلس السلم والأمن الذي سيلتئم اليوم الثلاثاء، على مستوى رؤساء الدول والحكومات. ويعول عسكر الجزائر مجددا على هذا الاجتماع للتطرق لقضية الصحراء المغربية، خصوصا وأنه سيعرف عودة الرئيس تبون إلى الساحة الأفريقية، حيث كان غائبا عن القمتين الافريقيتين الأخيرتين بسبب دخوله المستشفى في ألمانيا. وينتظر أن يناقش اجتماع اليوم الثلاثاء، موضوع "السلام المستدام في إفريقيا"، و"التغيرات المناخية وآثارها على السلام والأمن في القارة، ومتابعة تنفيذ الفقرة ال 15 من القمة الاستثنائية ال14 للاتحاد الإفريقي حول "إسكات البنادق" المنعقدة في 14 دجنبر 2020. وسبق للاتحاد الافريقي أن وجه شهر دجنبر الماضي، صفعة قوية لجبهة "البوليساريو"، بعد أن مرت جلسات الاتّحاد بشكل عاديّ و"سلس" دون أن تلتفت إلى دعوات الجبهة، التي كانت تطالب بتبنّي قرار "داخلي" يهمّ الوضع الميداني في منطقة الكركرات، والتّدخل العسكري المغربي لتحرير المعبر التّجاري الوحيد الفاصل بين المملكة وموريتانيا، لتتبخّر آمالُ الانفصاليين في كسب دعم إفريقي يناصر أطروحتهم. وتبرأ سيريل رامابوزا، رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، من "البوليساريو"، مؤكدا وجاهة القرار رقم 693 الصادر عن القمة الإفريقية التي انعقدت في يوليوز 2018 في نواكشوط بموريتانيا. ونزل النظام العسكري الجزائري بكامل ثقله في قمة دجنبر 2020، بغية كسب موقف "مؤيد" من الاتحاد الإفريقي يساند أطروحة الجبهة الانفصالية، لا سيما بعد عملية تحرير معبر الكركرات؛ غير أن القرارات التي خرجت بها منظمة الاتحاد الإفريقي تؤكد بالملموس "حصرية" الأممالمتحدة في النظر إلى هذا النزاع الإقليمي. فشل مناورات عسكر الجزائر، وجبهة "البوليساريو" داخل أروقة الاتحاد الافريقي، يعزى، بحسب المتتبعين لقضية الصحراء، الى رجوع المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، بشكل وضع رهان الجزائر و"البوليساريو" على المحك وجعل من هذه الورقة، التي استعملتها الجزائر في غياب المغرب، تكتيكا متجاوزا وأسلوب ضغط دبلوماسي فقد محتواه السّياسي ومصداقيته الشرعية"، وهو ما سبق أن أكد عليه الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء، الأخير، عندما أكد أن المنظمة الافريقية تخلصت من المناورات التي كانت ضحية لها لسنوات.