افتتح ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، اليوم الخميس، قنصلية عامة للأردن بمدينة العيون عاصمة الأقاليم الصحراوية المغربية. وقال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج، خلال الندوة الصحفية التي تلت تدشين القنصلية، إن زيارة وزير الخارجية الأردنية، تكتسي أهمية خاصة ولها طابع مميز، وستبقى خالدة في ذاكرة ووجدان الشعب المغربي، على غرار كل المواقف النبيلة التي وقف فيها الأردن الشقيق، قيادة وشعبا، مع المغرب في قضاياه المصيرية. وأفاد بوريطة، أن من أجمل ما في الحدث أنه تزامن في غمرة استعدادات المملكة الأردنية الهاشمية للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة، وانطلاق مسيرة البناء التي جسدها الملوك الهاشميون نحو النموذج الوطني الأكثر استقرارا في المنطقة، وهي مناسبة لتأهنئة الشعب الأردني. وتابع قائلا:" تدشين القنصلية العامة المملكة الأردنية الهاشمية في هذه المدينة العزيزة على قلوب المغاربة، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني في الاتصال الهاتفي الذي أجرياه يوم 19 نوفمبر 2020، وتجسيدا لما يجمع العاهلان الكريمان من وشائج موصولة ومودة صادقة، يعززها الحرص على التشاور والتنسيق الدائم بينهما، والرغبة في ترسيخ علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل القائم بين المملكتين الشقيقتين. وأوضح المتحدث ذاته: "قرار جلالة الملك عبد الله الثاني، بفتح قنصلية أردنية في مدينة العيون، وإشادة جلالته بالقرارات التي أمر بها أخوه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية بمنطقة الكركارات، ترجمة عملية لعدد من المواقف الثابتة التي ما فتئت تعبر عنها الأردن للمملكة المغربية في كل ما تتخذه من خطوات لحماية مصالحها الوطنية ووحدة أراضيها وأمنها وتثبت سيادتها على كامل التراب المغربي. وأكد وزير الخارجية المغربية، أن هذه المواقف، التي يعتز ويفخر بها المغاربة، ليست غريبة على الدولة الأردنية وعلى "نشامى الأردن". وفي السياق ذاته، أشار بوريطة، إلى أن الجميع يتذكر رسالة المغفور له جلالة الملك حسين إلى المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وتأكيده "دعم وتأييد المغرب في سائر الظروف والأحوال للوصول إلى الحق المغربي المشروع والثابت في استرجاع صحرائه"، وإرساله وفدا أردنيا هاما للمشاركة في المسيرة الخضراء سنة 1975 يتكون من 41 شخصية من مختلف الاتجاهات السياسية والمجتمعية للتضامن مع الشعب المغربي وترجمة لوقوف الأردن إلى جانب المغرب وحقه في استرجاع أراضيه. وتابع المتحدث نفسه:" لقد حافظت علاقة المغرب والأردن على متانتها وتميزها في ظرفية عربية وإقليمية شديدة الدقة والحساسية. وهي مناسبة للتنويه عاليا بسنة التشاور والتنسيق الموصول بين بلدينا، حيال مختلف التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، وتأسيسا على ما يجمع المملكتين من قواسم مشتركة وحرص متناه على تعزيز علاقاتهما الثنائية، طور البلدان آليات متجددة للدفع بمسيرة التعاون إلى آفاق أعلى، تروم بلوغ الشراكة الاستراتيجية وفق رغبة قائدي البلدين، وتنفيذا لإرادة جلالتيهما المُتضمن في البيان المشترك الصادر عقب زيارة العمل والصداقة التي قام بها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني إلى المملكة المغربية يومي 27 و28 مارس 2019. وشدد وزير الخارجية، على أن ما يميز علاقاته الثنائية هو مستوى التنسيق والتشاور السياسي الدائم والمستمر في عدد من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي أكد بخصوصها الملك محمد السادس نصره الله أنها في نفس مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة.