يشكل موضوع "الذكاء الاصطناعي والبيانات والأخلاقيات" موضوع الدورة الثالثة من الأيام الدولية للذكاء الاصطناعي، التي تنظمها جامعة محمد الأول بوجدة في إطار أيامها العلمية بتعاون مع عدد من الشركاء. وتعرف أشغال اللقاء، المنظم افتراضيا على مدى يومين بدءا من اليوم الخميس، مشاركة العديد من الخبراء والعلماء والباحثين المرموقين من مختلف المشارب، لخلق مساحة نقاش وتقاسم نتائج البحوث والدراسات الحديثة حول الذكاء الاصطناعي وجوانبه المختلفة. وتقوم فرق ومختبرات البحوث بجامعة محمد الأول بوجدة، التي تهتم بقضايا الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، بتنظيم هذه الأيام لفسح المجال في منطقة الجنوب حيث بالإمكان، في إطار مبادلات بناءة، الوقوف على تقدم البحوث، وإحراز تقدم في النقاش حول التنظيم والمواكبة الأخلاقية للقضايا ذات الصلة. ويهدف هذا الحدث العلمي لمقاربة ودراسة التحولات الرقمية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي من خلال تسليط الضوء على التحولات الحالية والمستقبلية الناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي في الميادين الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية بالإضافة لأثرها على الحياة اليومية للأفراد. في هذا الإطار، يتطرق هذا الحدث العلمي لمعالجة ومناقشة عدد من المواضيع خصوصا ما يتعلق بالفرص والرهانات التي يمثلها الذكاء الاصطناعي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على المهن المستقبلية، والمخاطر المرتبطة بتعميم الوصول إلى نظم واقتصاد المعلومات، والتحديات التي يمثلها الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة والعدالة والأمن، والاقتصاد والتعليم … إلخ. وستمكن هذه الأيام من إعطاء الفرصة للطلبة الباحثين المغاربة والأجانب، وأيضا للصناعيين والخبراء، لتقديم وتقاسم أبحاثهم المرتبطة بموضوع هذه النسخة، وبحث التحولات والرهانات، مع مناقشة الخطاب الأخلاقي والإطار التشريعي ذي الصلة، وتوفير فضاء لتبادل الممارسات الجيدة في المجال. وجرى حفل الافتتاح بمقر جامعة محمد الأول برئاسة رئيس الجامعة ياسين زغلول، وبالمشاركة الافتراضية لعدد من المتدخلين والمحاضرين من المغرب والخارج. في كلمة بالمناسبة، أبرز السيد زغلول أن "التكنولوجيا اليوم وغدا تسائلنا، وكل أمة يتعين أن تبحث عن مكان لها لكي لا تتخلف عن الركب"، مشيرا إلى أن الاقتصاد حاليا يرتكز أكثر على المعرفة والرأسمال البشري. وتابع أنه إذا كانت المعرفة، وبشكل آخر الابتكار، في قلب الاقتصاد، فإنه يتعين على الجامعات العمل على تحسين ظروف إحداث المعرفة في المجالات العلمية والتكنولوجيا والهندسة، معتبرا أن هذا الشرط يعتبر اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى مع تسارع استعمال الأنظمة الذكية. وأضاف رئيس الجامعة أنه "لا نفتقد بالتأكيد للموارد ولا للإرادة ولا للرأسمال البشري، لكن من الأساسي بالنسبة لنا فهم أنه لكي نتمكن من التموقع في قضايا من قبيل الذكاء الاصطناعي والبيانات وإنترنت الأشياء، يتعين إحداث التجمعات والتكتلات الضرورية لإطلاق منظومات وإنتاج المعرفة الضرورية". ولاحظ أنه بالمغرب، كما بقية بلدان العالم، فقد انطلق السباق نحو البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، واستغلال هذه الأخيرة من شأنه إحداث العديد من الفرص وفتح الآفاق أمام المقاولات ومختلف التنظيمات. وأكد السيد زغلول أن جامعة محمد الأول بوجدة تضم عددا من فرق ومختبرات البحث بكلية العلوم وبالكلية المتعددة التخصصات والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية والمدرسة العليا للتكنولوجيا وكليات الآداب والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، وهي كلها منخرطة في بحوث على صلة بالذكاء الاصطناعي والبيانات وانترنيت الأشياء والمعلوميات والرقمنة وأيضا بالقضايا ذات الصلة بالمجتمع. المصدر: الدار– وم ع