وجهت أنغولا ضربة موجعة للنظام العسكري الجزائري، بعدما غابت قضية الصحراء عن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، مع نظيره الأنغولي تيتي أنطونيو. وعكس ما كان يتوقعه النظام العسكري الجزائري، لم يتم التطرق خلال زيارة بوقادم الى أنغولا لموضوع قضية الصحراء، عكس الزيارات التي قام بها الى جنوب افريقيا، ومملكة ليسوتو، كما لم تسفر محادثه مع المسؤوليين الأنغوليين عن بيان مشترك. من جانبها، تجاهلت وكالة الأنباء الأنغولية قضية الصحراء المغربية، علما أنه الموضوع الرئيسي في جولة وزير الخارجية الجزائري، حيث اكتفت بنشر قصاصة يوم أمس الخميس بعنوان: "أنغولا والجزائر تؤكدان عزمهما على محاربة الإرهاب". وأكدت قصاصة الوكالة الرسمية لأنغولا أن "الدولتين اتفقتا على تعزيز التعاون في المجالات السياسية – الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والدفاعية والداخلية والموارد المعدنية والبترولية والسياحة وتدريب العاملين وتشجيع الاستثمار، وعدد من القضايا الأخرى". وفي العاصم لواندا، استقبل الرئيس جواو لورينسو، وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، حيث لم يتم التطرق نهائيا لقضية الصحراء، حيث صرح رئيس الدبلوماسية الجزائرية في تصريحات للصحافة عقب انتهاء لقائه بالرئيس الأنغولي: "أنغولا والجزائر تربطهما روابط تاريخية بالقارة الإفريقية، لذلك نعتزم تنفيذ إجراءات لمواجهة تحديات الحاضر". وعمدت وكالة الأنباء الجزائرية الى ادراج قضية الصحراء في قصاصة حول زيارة بوقادوم الى أنغولا، حيث كتب أن بوقدوم ونظيره الأنغولي "تبادلا الآراء بشكل معمق حول القضايا السياسية والسلام والأمن في إفريقيا، ولا سيما الأوضاع السائدة في ليبيا ومالي والصحراء الغربية ومناطق الساحل والصحراء الغربية، وفي مناطق أفريقيا الوسطى، في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية". ورغم أن أنغولا لم تسحب رسميا اعترافها بجبهة "البوليساريو" الوهمية، فانها تعطي إشارات قوية للتقارب مع المغرب منذ وصول جواو لورينسو إلى السلطة في 26 شتنبر 2017، حيث سبق وأن التقى الرئيس الأنغولي بالملك محمد السادس على هامش قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي نظمت في نهاية نونبر 2017 في أبيدجان، وفي برازافيل في 29 أبريل 2018 على هامش أعمال القمة الأولى لرؤساء دول وحكومات لجنة المناخ، للصندوق الأزرق لحوض الكونغو. لقاءات، أعقبتهما زيارة إلى الرباط في يوليو 2018 من قبل وزير الخارجية الأنغولي السابق، مانويل دومينغوس أوغوستو. وسبق أن أكد ممثل أنغولا الدائم لدى الأممالمتحدة خلال خطابه أمام اللجنة الرابعة للشؤون السياسية، شهر أكتوبر المنصرم، على "الضرورة الملحة للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية". ويسابق النظام العسكري الجزائري الوقت، في محاولة لإنقاذ جبهة "البوليساريو" من الانهيار النهائي، ومن الطرد من الاتحاد الافريقي، حيث قام وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم بزيارة الى جنوب افريقيا و التقى بنظيره، ناليدي باندور، كما قام بزيارة يوم الأربعاء إلى مملكة ليسوتو، حيث حظي باستقبال الوزير الأول مويكيتسي ماجورو، وزيرة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ماتسيبو راماكواي. ويراهن عسكر قصر المرادية على هذه الزيارات لوزير الخارجية، لمواجهة "خطة" المغرب لإنهاء عضوية "البوليساريو" داخل الاتحاد الإفريقي، وهو الهدف الذي بدأ الاشتغال عليه في 2017 بعودة المغرب إلى المنظمة، ثم فتح سلسلة من القنصليات التي تمثل دولا إفريقية في مدينتي العيون والداخلة، ووصولا إلى الدعم الإفريقي الكبير للتدخل العسكري المغربي في الكركارات لإعادة فتح المعبر الذي يربط المملكة بموريتانيا. ومن المنتظر أن يطرح المغرب، اذن، خلال انعقاد القمة الافريقية المقبلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مقترحا بإحداث تغيير على مواد ميثاق الاتحاد بما يتيح بإضافة بنود تسمح بطرد أعضاء من المنظمة عن طريق ضمان أصوات ثلثي الدول كاملة العضوية، الأمر الذي سيتطلب بدوره موافقة ثلثي الأعضاء.