دفع الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، قطر الى تجييش أذرعها الإعلامية بغية النفخ في انفصاليي جبهة "بوليساريو" الوهمية، ضد المغرب، مروجة أخبار عن عزم الرئيس الأمريكي المنتخب، جون بايدن، إلغاء قرار الرئيس ترامب الداعم لسيادة المغرب الكاملة على صحرائه. ولجأت قطر لموقع "عربي بوست" وهي صحيفة إلكترونية ممولة بالكامل من قطر، ويديرها الإخواني الفلسطيني الأصل وضاح خنفر، الذي كان يشغل منصب مدير عام قناة "الجزيرة" القطرية بين عامي 2003 و2011. وتجسد هذه الصحيفة الالكترونية نموذج حي للفشل القطري في استغلال العلامات التجارية الصحفية العالمية من أجل الترويج لسياسة الدوحة في تصفية حساباتها، وتنفيذ أجندتها المقيتة بأهداف تخريبية مع من تريد بأذرع إخوانية، انطلق تحت اسم "هافينغتون بوست عربي"، قبل أن يتم إيقاف تلك النسخة في مارس 2018 وأعيدت تسمية الموقع باسم "عربي بوست". مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون: #بايدن يجب أن يلغي قرار ترامب الاعتراف بسيادة #المغرب على الصحراء الغربية فور تنصيبه "لتقليل الأضرار" https://t.co/MOf57RIetK — عربي بوست (@arabic_post) December 16, 2020 واستخدمت هذه الصحيفة مثل باقي الإعلام القطري الموجه في مهاجمة دول عربية كثيرة، من بينها المملكة المغربية، واتهامها بالتطبيع مع إسرائيل، في تصرفات كلها عداء وحقد دفين للمغرب ولقراراته السيادية، ولوحدة الترابية. واختارت الدوحة لعبة قذرة و مقيتة لا تمت بصلة لواجب الأخوة، الذي يتشدق به مسؤولها خلال لقاءاتهم مع المسؤولين المغاربة، من خلال مهاجمة المملكة المغرببة، و الإساءة لقضية الصحراء المغربية، رغم أن الدوحة تحاول كل مرة إظهار نقيض ما تدعيه، و ادعاء مساندة المغرب في قضية الصحراء، إلا أن التطورات المتلاحقة لقضية الصحراء تفضح نواياها المبيتة من قضية الصحراء المغربية، وآخرها القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، والذي اتخذته الأذرع الإعلامية الموالية لقطر مطية لاتهام المغرب ب"التطبيع" و "خيانة" القضية الفلسطينية الى غير ذلك من الشعارات الجوفاء التي تروج لها التنظيمات الدعوية، التابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، المصنف عالميا ضمن التنظيمات الإرهابية. وأطلقت قطر هجمات معادية للتشويش على القرار الأمريكي التاريخي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية من طنجة إلى الكويرة، وذلك من خلال ابواقها واذرعها الإعلامية بقناة "الجزيرة" خصوصا ذي الأصول الجزائرية. وعكس البلدان العربية الشقيقة التي سارعت إلى الإعلان عن اشادتها، وترحيبها بقرار إدارة ترامب، وإعادة استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل دون التخلي عن القضية الفلسطينية، التزمت الدوحة الصمت ولم تخرج بأي بيان رسمي في الموضوع، مفضلة نفث سم الكراهية الزعاف تجاه سيادة المملكة المغربية التي يحق لها اتخاذ أية قرارات تخدم مصالحها السيادية و الاستراتيجية، دون التشاور مع أية جهة. واتهم فواز صابر، الإعلامي بقناة الجزيرة، قبل أيام، المغرب بخيانة القضية الفلسطينية، و الارتماء في أحضان نتنياهو، وممارسة كل أشكال التطبيع مع إسرائيل. واختار الاخواني فواز صابر النهل من قاموس الحركات المتطرفة والارهابية متحدثا عن أن " المغرب باع نفسه للشيطان الإسرائيلي نتنياهو، وتخلى عن الشعب الفلسطيني رغم مواقفه من الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل"، مؤكدا أن " هذه خيانة عظمى لابد من عدم الصمت عليها من قبل شرفاء المغرب". ويبدو أن أبواق قطر، و أذرعها على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي لم تتأخر كثيرا، لتطلق الدعاية المضادة لقرار أمريكا التاريخي الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، وذلك بعد أن حاولت التشويش على قرار الإمارات العربية المتحدة الشجاع والسيادي بفتح قنصليتها العامة في مدينة العيون بأقاليمنا الجنوبية. ويتخذ النظام القطري من شبكات التواصل الاجتماعي فضاء خصبا لتصريف مواقفها السياسوية الكيدية في محاولة للنيل من حقوق المغرب في صحرائه، والتشكيك في عدالة قضيته. وسرعان ما وصلت تعليمات المخابرات القطرية إلى بعض النشطاء والمواقع القطرية ليكملوا ما بدأته الصحافية الجزائرية خديجة بن قنة قبل أكثر من أسبوع، وهي تحاول تأويل القرار الإماراتي بتأويلات تطبيعية بعيدة عن الواقع والحقيقة. هذه الحملة المغرضة، لا تهم المغرب الذي أضحت قضيته الوطنية محط إجماع منتظم دولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. فالموقف القطري المعادي لوحدته الترابية، هو في نهاية المطاف لن يزعزع المغرب عن صحرائه ولا الصحراء عن مغربها، ولن يغير شيئا من واقع القضية على الصعيد الدولي والإقليمي. لكنه يظهر مسألة مهمة جدا، وهي أن حرص المغرب على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأشقاء العرب، ونأى بنفسه عن الصراعات والخلافات الثنائية والإقليمية، لم يقابله للأسف على الأقل معاملة بالمثل، من الدوحة، أو على الأقل من إعلامها وذبابها الالكتروني.