أثار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، جدلا سياسيا كبيرا في إسبانيا، اذ خرجت أحزاب المعارضة و بعض أعضاء حكومة بيدرو سانشيز بتصريحات منتقدة لقرار إدارة الرئيس ترامب. الخارجية الاسبانية: حل قضية الصحراء بيد الأممالمتحدة ونرفض القرار الأمريكي وأعربت رئيسة الدبلوماسية الاسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، أمس الاثنين، في مقابلة صحفية مع إذاعة "Onda Cero" عن رغبتها في إعادة التأكيد على موقف بلادها من النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية". وأكدت في هذا الصدد على أن "حل هذا النزاع الاقليمي "لا يعتمد على إرادة أو عمل أحادي الجانب لدولة مهما كان حجمها" في إشارة مضمرة الى القرار الأمريكي الأخير المعترف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية"، مشيرة الى أن "مركز الثقل في قضية الصحراء يوجد في الأممالمتحدة". وقالت أرانتشا غونزاليس لايا إن "إقامة علاقات دبلوماسية بين الدول العربية وإسرائيل لم تحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، مشددة على أن "قضيتي الصحراء المغربية وفلسطين "عمليتان تتمحوران حول الأممالمتحدة، أي أنهما بحاجة إلى موافقة المجتمع الدولي حتى يكون الحل مستقرًا ومقبولًا من الجميع". وأضافت: "ما يهم الآن هو أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مبعوث خاص جديد للصحراء المغربية لقيادة الجهود للتوصل إلى حل متوافق عليه بين جميع الأطراف، والتحدث إلى الجيران المباشرين المغرب، موريتانيا والجزائر ومع أعضاء مجلس الأمن وكذلك مجموعة دول ذات مصالح ضيقة، بما في ذلك إسبانيا". كما شددت رئيسة الدبلوماسية الاسبانية في هذه المقابلة الصحفية على أن الإدارة القادمة لجو بايدن هي التي "ستعود لتقييم الوضع ومعرفة كيف ستضع نفسها وتعمل من أجل حل عادل ودائم لقضية الصحراء التي لا تعتمد على الاصطفاف للحظة في معسكر أو آخر". وكشف وزيرة الخارجية الاسبانية، أن حكومة الائتلاف اليساري في إسبانيا بدأت "سلسلة من الاتصالات" مع فريق بايدن بهدف "العودة إلى التعددية"، مضيفة أنه "لا مكان إلى الأحادية في إدارة العلاقات الدولية". حزب "فوكس"..أمريكا تعتبر المغرب شريكا موثوقا فيه وأدارت ظهرها لإسبانيا من جانبه، خرج حزب "فوكس" اليميني المتطرف، ليوجه انتقادات لاذعة لحكومة التحالف اليساري بقيادة بيدرو سانشيز، مؤكدا أن " قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه قضية الصحراء دليل على تراجع إسبانيا على الساحة الدولية". وقال المتحدث بإسم حزب "فوكس"، النائب خورخيه بوكساديه، إن "إسبانيا لم تعد مهمة بالنسبة لأمريكا لأنها ترى المغرب شريكا موثوقا فيه"، مبرزا أن "مدريد دفعت ثمن الخط الايديولوجي، الذي تبناه خوسيه لويس ثاباتيرو سابقا، و سار على نهجه سلفه بيدرو سانشيز، والمتمثل في "الفصل و النأي بالنفس عن وتشويه سمعة الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأضاف أن "هذه السياسة المعادية لواشنطن أثبتت أنها ضارة بمصالح الإسبان"، محذرا من أن "المملكة المتحدة قد تكون الدولة القادمة التي قد تقتفي آثار أمريكا، وتعترف للمغرب بسيادته على أقاليمه الجنوبية، مما سيشكل على حد قوله "ضربة موجعة للفلاحين والصيادين الإسبان". ودافع النائب عن الحزب اليميني المتطرف عن أطروحة فقدان النفوذ الإسباني على الصعيد العالمي لصالح المغرب، مشيرا إلى أن "وزير الخارجية الأسبق خوسيه مانويل غارسيا مارغالو (2011- 2019) في كتابه المعنون "مذكرات غير ملتزمة لسياسة الوسط البعيد"، كشف ان "أمريكا في عهد الرئيس جورج دابليو بوش كانت قد درست مشروع نقل قاعدتيها العسكريتين "روتا ومورون" اللتان تم التنازل عنها سنة 1953 في ظل ديكتاتورية فرانكو، إلى المغرب ردا على سياسة الاشتراكيين المعادية للولايات المتحدةالأمريكية.