أثارت الخرجة الإعلامية للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مساء أمس الأحد، موجة سخرية كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بالجارة الجزائر، و هو الظهور الذي أعاد الى أذهان الجزائريين الوضعية التي عاشتها البلاد في عهد الرئيس الأسبق، عبد العزيز بوتفليقة. ووصلت السخرية السياسية بالشعب الجزائري الى حد التشكيك في أن يكون المتحدث في مقطع الفيديو على موقع "التويتر" هو عبد المجيد تبون، مشيرين الى أنه ليس سوى شبيها لتبون وجيء به ليمثل دور الرئيس أمام الشعب، بينما قدم البعض الآخر أدلة تشير إلى أن تبون "مختطف". أحد المعلقين علق على فيديو تبون، ساخرا: "عمي تبون إيلا راك مخطوف غير غمز"، في إشارة منه إلى أن التعافي من كورونا لا يستوجب الغياب 60 يوما عن البلاد، في حين شكك آخر في كون المتكلم ليس برئيس الجزائر بل هو شبيه له، حيث كتب "الله الله الفوتوشوب داير حالة..ما زلتو تستغباو الشعب، حسبنا الله ونعم الوكيل". وأكد معلق ثالث أن غياب تبون لمدة شهرين، كانت برغبة من الرئيس، كونه كان يريد الاستقالة، ومُنِع من طرف جنرالات العسكر الحاكمين الفعليين للجزائر، حيث كتب في تعليق على منشور يتساءل "أين تبون؟"، " دارها بلعاني كان حاب يديميسيوني ماخلواهش أيا جات سبة باش يتخبى 45 يوم ويطلعو واحد فبلاصتو هادا ماكان..". تعليقات تكشف حجم السخرية السياسية التي يتعرض لها الحكام في الجزائر منذ عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، الذي شكل مادة دسمة للسخرية لرواد شبكات التواصل الاجتماعي في الجارة الجزائر، مما يؤكد أن الشعب الجزائري يدرك جيدا أن عبد المجيد تبون هو رئيس صوري فقط، وهو الأمر الذي ترجمه حسب متابعين للشأن الجزائري، المقاطعة الواسعة للتصويت على الدستور قبل أيام، حيث لم تتعد نسبة المشاركين 22%، وفق الأرقام المعلن عنها من السلطات الجزائرية. وبشكل مفاجئ ظهر عبد المجيد تبون، أمس الأحد، في خطاب مدته خمس دقائق على تويتر، لطمأنة الشعب الجزائري على وضعه الصحي المقلق، اذ بدا شاحب الوجه وعلامات العياء والإرهاب ترتسم على قسمات وجهه في مشهد يذكر الجميع بالوضع الذي عاشته البلاد طيلة سنوات مع الرئيس الأسبق، عبد المجيد تبون. ويأتي ظهور الرئيس عبد المجيد تبون، في ظل المكاسب الدبلوماسية الكبيرة، التي يحققها المغرب في النزاع المفتعل و المصطنع حول قضية الصحراء المغربية، اذ تميزت الفترة التي غاب فيها تبون عن الجزائر بتطورات داخلية مهمة في الجزائر، حيث راج الحديث عن ضرورة إيجاد حل دستوري لتجنيب البلاد الفراغ السياسي، وتفادي تكرار سيناريو الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، الذي ظل يحكم البلاد على كرسي متحرك منذ سنة 2013. غير ان التطورات الاهم بالنسبة للجزائر اثناء غياب الرئيس تبون، كانت على الصعيد الخارجي، وفي قضية الصحراء المغربية، كان أبرزها على الإطلاق عملية الجيش المغربي بالكركرات، التي عززت الطرح المغربي في ملف الصحراء، قبل أن تأتي الضربة الموجعة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي أقرت لأول مرة في التاريخ بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، و قررت تفعيل ذلك بإعلان فتح قنصلية في مدينة الداخلة، مما شكل أكبر تحول في ملف النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء على مدى التاريخ.