هذا ما أفرزته نتائج الانتخابات بالجارة الشرقية الجزائر؛ فبصعود رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، تكون “الحديقة الخلفية” للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة مستمرة بقوة، رغم تواصل الاحتجاجات في مناطق متفرقة من البلد، وإعلان شرائح واسعة مقاطعها للاستحقاقات التشريعية. تبون، الذي تمكن من حسم الانتخابات بنسبة 58 في المائة (4 ملايين صوت)، من المرتقب ألا يحمل جديدا لمستقبل العلاقات بين الجارين الشقيقين الجزائر والمغرب، فرغم مناداته بضرورة الجلوس مع الرباط للحوار بعيدا عن قضية الصحراء، إلا أن استمرار وفائه ل”تقرير المصير” ومطالبته السلطات المغربية بالاعتذار قبل فتح الحدود المغلقة، يعقد مأمورية “الصلح”. أعادت الانتخابات الرئاسية بالجزائر وجه عبد المجيد تبون إلى الواجهة بعد أن أعلنت عنه رئيسا لها بنسبة 58.15 من الأصوات. بعد مطالبته للمغرب باعتذار.. هذه هي انتظارات المغرب من الرئيس الجزائري الجديد بعد الإعلان الرسمي عن تصدر المرشح الرئاسي عبد المجيد تبون، لنتائج الانتخابات في الجارة الشرقية، يترقب المغرب بكثير من التوجس أول خطاب لتبون، وملامح سياسته نحو المغرب، خصوصا أن المغرب والصحراء المغربية كانت شعارات حاضرة بقوة في حملته الانتخابية. وفي ذات السياق، قال نوفل البوعمري، الباحث في القضايا السياسية وقضية الصحراء المغربية، إن الخطاب الذي روج له تبون خلال حملته الانتخابية، بخصوص المغرب والصحراء المغربية، كان متأثرا بسياق الحملة الانتخابية في الجزائر، والجو السياسي العام في البلاد، والذي عاشت على إيقاعه لأشهر. وأصاف البوعمري، أنه رغم تموقع ملف الصحراء المغربية كجزء من التجاذب الداخلي، خصوصا في المربع القريب من السلطة، لا يعني أن خطاب الحملة الانتخابية، سيكون هو نفس خطاب رئيس الدولة. ويقول البوعمري، إن المغرب سينتظر من تبون خطابا واعيا، يدرك أهمية التكامل بين الشعبين وبين شعوب المنطقة المغاربية، مشددا على أن أي موقف مخالف لهذا الوعي سيضيع فرصة الشعبين وفرصة شعوب المنطقة في البناء المشترك والتنمية. وكان عبد المجيد تبون، قد قال أثناء حملته الانتخابية، إن فتح الحدود مع المغرب أمر ممكن، لكنه مرتبط، أولا، باعتذار المملكة للشعب الجزائري الذي "أهين" في 1994، حسب قوله. وأشار تبون لدى حلوله ضيفا على منتدى جريدة الحوار، إلى أن الحدود بين البلدين لم تغلق بسبب قضية الصحراء بل بعد الهجوم الإرهابي 1994 الذي استهدف فندقا في مراكش، موضحا أن مواطنين جزائريين تعرضوا للإعتداء من طرف السلطات المغربية، إثر ذلك. وأضاف بأن المغرب اتهم جزائريين بتنفيذ هذه الهجمات، وفرض الفيزا على مواطنيه، ما جعل 350 ألف جزائري محاصرين داخل المملكة، إلى أن تم إجلاؤهم بواسطة بواخر وحافلات. واعتبر تبون أن المغرب والجزائر كانت لديهما دائما علاقات اقتصادية قوية، مضيفا بأن بلاده لم تكن هي المستفيد من هذه العلاقات. يشار إلى أن العلاقة مع المغرب وقضية الصحراء المغربية، كانت حاضرة بشكل دائم في خطابات المرشحين الخمسة للانتخابات الجزائرية.