انكسرت شوكة جبهة البوليساريو، وصنيعتها الجزائر، وخابت مساعيهما بعد ان لقنهما الجيش المغربي درسا في المهنية والاحترافية معززا بالشرعية الدولية والسيادية على اراضيه وبتعليمات من جلالة الملك حفظه الله. ولم يكن الكيان الوهمي والجزائر يعتقدان يوما ان عملية عسكرية ناجحة لم تدوم الا ساعات قليلة، ستلقى كل هذا الدعم الدولي و العربي والاعلامي داخليا ودوليا. في واقع الأمر، كانت جبهة البوليساريو تمني النفس بتصدير ازمتها الداخلية نحو الخارج، ولفت انظار العالم إلى اطروحاتها الواهية، من خلال إغلاق معبر الكركرات الاستراتيجي، لكن لم تكن تعتقد يوما ان المغرب صارم في مواقفه وان قواته العسكرية اقوى من تنطلي عليه الاعيب شرذمة من الاوباش وقطاع الطرق. وكان إغلاق معبر الكركرات والتدخل المغربي لتطهيره بمثابة نصر دبلوماسي جديد منح الفرصة من جديد للمملكة لاسماع صوتها للعالم أجمع بأن المغرب باق في صحراىه ، ومتشبت بها، وبان المغرب ملتزم بقرارات الشرعية الدولية، وما بلوغ عدد البلدان التي ثمنت العملية العسكرية بالكركرات 12 بلدا الا اكبر دليل على نجاح المغرب في سحق المرتزقة والاوباش. ودفعت هذه النكسة المذلة نشطاء جزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الى توجيه اللوم إلى نظامهم، مُؤكدين أن النظام الجزائري ورط نفسه في قضية لا تعنيه، وتسبب في تحمل الشعب الجزائري لتبعات كل ذلك على مختلف الاصعدة، وعلى حساب أولوياته التنموية والاجتماعية المستعجلة. وانتقدت عدة اصوات اقدام الجزائر الإثنين على إرسال طائرة محملة بالمساعدات لفائدة ما قالت عنه ب"الشعب الصحراوي" في تندوف، متهمين النظام الجزائري بترك شرائح عديدة من الشعب الجزائري تعاني الفقر والعوز، و البطالة، وتقديم الدعم والمساندة للبوليساريو التي تُعتبر هي السبب في التفرقة بين شعبين شقيقين، هما الشعب الجزائري والشعب المغربي طيلة سنوات، رغم مايجمع بينهما من أخوة وصداقة ومصير مشترك. لذلك وأمام هذه المعطيات الواقعية، بدات الأصوات تتعالى داخليا تطالب النظام الجزائري بالابتعاد عن الكيان الوهمي، وأخذ مسافة عنه علانية، مشيرين إلى نظام العسكر هو من يعرقل التوصل إلى الحل النهائي المتمثل في الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب لوضع حد لهذا النزاع المصطنع حول الصحراء المغرببة.