انطلقت الاستشارات النيابية الملزمة في لبنان اليوم الخميس، من أجل تكليف شخصية جديدة تتولي منصب رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة. واستهلت جلسة الاستشارات النيابية برئيس الحكومة اللبنانية الأسبق النائب نجيب ميقاتي، والذي أعلن أنه اختار سعد الحريري لتولي منصب رئاسة الوزراء خلال الاستشارات مع الرئيس عون، آملا أن تتضافر الجهود لتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة والتي يحتاجها لبنان لاستعادة ثقة الشعب والمجتمع الدولي. ويعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الاسم الأكثر ترجيحا، بل والأوحد حتى الآن, لتولي منصب رئيس الحكومة الجديدة. وستكون كتل "التنمية والتحرير" و"اللقاء الديمقراطي" و"المستقبل" أبرز من سيسمي الحريري في الاستشارات، وفي المقابل أبرز الكتل التي ستحجب صوتها عن رئيس الحكومة الأسبق هي: تكتل "لبنان القوي" بزعامة جبران باسيل، وكتلة "الجمهورية القوية" التابعة لحزب القوات اللبنانية. أما كتلة "حزب الله" النيابية فلن تمانع تكليف الحريري ولكن في حال عدم تسميته لا يمنع أن يحصل تعاون في التأليف. وإزاء انقسام القوى السياسية الكبرى حول تسمية الحريري، يرجح أن يحصل الأخير على حدود 55 صوتا إلى ستين صوتا، وهي أكثرية ليست مطلقة لكنها تمكنه من تشكيل الحكومة. ويؤكد متابعون أنه في حال تم تكليف الحريري اليوم, فتنتظره عقبات عدة في التأليف وكان حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية، قد تقدم باستقالة الحكومة في 10 غشت الماضي, على وقع تداعيات الانفجار المدمر الذي وقع بميناء بيروت البحري في الرابع من ذات الشهر, وطالت أضراره عموم العاصمة بيروت، إلى جانب وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية والسياسية. وينص الدستور اللبناني على أن تتم عملية اختيار رئيس الوزراء المكلف من قبل أعضاء مجلس النواب، والذي يضم في تشكيله الحالي 120 نائبا بعد أن تقدم 8 نواب باستقالتهم احتجاجا على الأداء السياسي في البلاد وتداعيات انفجار ميناء بيروت البحري. ويختار النواب خلال الاستشارات النيابية التي ستستمر حتى الواحدة والربع من ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي)، من يرونه مناسبا لتولي مهمة رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة، ليقوم رئيس الجمهورية ميشال عون بدوره بتكليف من يحظى بأغلبية الأصوات النيابية رئيسا للوزراء ويطلب منه تشكيل الحكومة الجديدة. المصدر: الدار– واج