على بعد ثلاثة أسابيع من العودة الرسمية إلى المدارس، لا يزال الموضوع ملتبسا جدا في ظل ارتفاع الحالة الوبائية في مختلف مدن المغرب، وهو ما يشي بأن العودة الطبيعية ستكون مستحيلة في موعدها، وقد يتم تأجيل الدخول الرسمي شهرا على الأقل. وإذا كان مبدأ التأجيل طبيعيا في المدارس العمومية، إلا أن الوضع يبدو مقلقا أكثر لدى المدارس الخصوصية، والتي لا يزال التوتر على أشده بينها وبين أولياء التلاميذ بفعل الخلاف المزمن حول طبيعة أقساط التمدرس، وهو إشكال لم تحسمه وزارة التعليم حتى اليوم. عودة ملايين التلاميذ والطلبة إلى القاعات الدراسية الشهر المقبل هو بالفعل صداع مزمن، يتطلب موقفا حازما من الآن، لأنه من غير الطبيعي أن يتم إغلاق الأحياء والمدن حاليا، وبعدها ببضعة أسابيع يتم فتح المدارس وكأن شيئا لم يكن، لأن هذا سيكون شبيها بالخطيئة الكبرى لعيد الأضحى. وبالموازاة مع معضلة التعليم في ظل وباء "كورونا"، يعيش القطاع الرياضي، وخصوصا كرة القدم، وضعا لا يقل تعقيدا، بحيث لا يتم الحديث اليوم عن موعد لبداية الموسم الكروي المقبل، بل الحديث كله منصب عن طريقة إيجاد حل سحري لإنهاء الموسم الكروي الحالي. ويبدو أن جامعة الكرة لم تجد طوال تاريخها، معضلة أشبه بالتي تعيشها اليوم، بحيث كلما ظهر ضوء في آخر النفق إلا وتبين أنه ضوء وهمي، بحيث تزداد الأمور تعقيدا مع تفشي الفيروس في صفوف مزيد من الفرق. وبدا أن إصابة فريق اتحاد طنجة بعدد قياسي من إصابات كورونا، كان مجرد شجرة تخفي الغابة، لتتوالى بعدها إصابات بالعشرات في صفوف الكثير من الفرق، وهو ما جعل من إنهاء الموسم الكروي هذا الشهر، أو حتى الشهر المقبل، مجرد حلم بعيد المنال. إنهما معضلتان على قدر كبير من التعقيد، والمصيبة أن التعليم وكرة القدم لا تعتبران من القطاعات الهامشية التي يمكن القفز عليها بسهولة، لذلك فإن الأيام المقبلة ستحفل بالكثير من المفاجآت.