في ظل عدم غياب خطة شاملة للخروج من الحجر الصحي في المغرب، يدير كل قطاع عودته إلى طبيعته بطريقته الخاصة، مما يؤشر على وجود نوع من "الارتجالية". في قاعة للأنشطة الرياضية واللياقة البدنية في العاصمة الرباط، يستأنف المدربون عملهم، لكنهم لا يقدمون الدروس بل يكتفون فقد بتفقد آليات ومعدات القاعة، التي تم التخلي عنها منذ إغلاق النادي في 16 مارس المنصرم في محاولة من المملكة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفييد19". داخل هذه القاعة يكف مسؤولها بالأساس على إعادة ترتيب وتنظيم القاعة والاستعداد لما بعد رفع الحجر الصحي، في أرضية القاعة، وضعت علامات لضمان وجود مسافة بين مرتاديها من الزبناء الذين سيقصدونها في موعد لا يتجاوز 11 يونيو المقبل تاريخ رفع الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية في البلاد. وقال مدير هذا الفضاء الرياضي: "بسبب جهلنا لخطة دقيقة لرفع الحجر الصحي، استلهمنا ما قامت به دول أخرى للتحضير لمرحلة مابعد الحجر في أفضل الظروف". التعب والتناقضات على غرار هذا النادي الرياضي، أعلنت العديد من الفضاءات والمتاجر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إعادة فتح أبوابها قريبا مع قرب موعد انتهاء حالة الطوارئ الصحية ورفع الحجر الصحي المقرر رسميًا في 10 يونيو المقبل. فالتمديد الثاني للحالة الطوارئ، الذي أعلنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لم يقنع المغاربة، الذين سئموا من شهرين من الحجر الصحي، والخمول، خاصة وأن وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، محمد بن شعبون دعا الشركات والمقاولات الى استئناف نشاطها بعد احتفالات عيد الفطر. في الميدان، يخلق هذا الانكماش ارتباكًا. وفي هذا الصدد قال أحد أعضاء الحكومة: "إذا لم تكن هناك خطة شاملة لانهاء الحجر الصحي، فإن كل قطاع وزاري مسؤول عن التنسيق مع وزارة الداخلية للحصول على اذن بمباشرة أنشطته تحت إشراف وزارة الداخلية". وهكذا، أذن عثمان الفردوس، الوزير الذي يشرف على قطاع الاتصال، في 26 ماي الماضي، بإعادة فتح أكشاك بيع الكتب والمكتبات، مما سمح للصحف والمجلات باستئناف طبعاتها الورقية، و المطابع لبدء العمل مرة أخرى، كما سبق لوزارة التجارة أن سمحت بإعادة فتح المقاهي والمطاعم لتوصيل الطلبات للمنازل أو الوجبات الجاهزة. إلا أن الوزارة واجهت صعوبة في هذا الأمر بعد أن دعت الرابطة الوطنية لأصحاب المقاهي والمطاعم أعضاءها الى عدم استئناف نشاطهم في بيان صحفي قبل "الاجتماع مع لجنة المراقبة والحكومة لمناقشة الوضع الاجتماعي لهذه الفئة. لذلك تستعيد الحياة ايقاعها المعتاد شيئًا فشيئًا في المدن المغربية الكبرى. وقال مدير تنفيذي شاب من شركة اتصالات عاد إلى المكتب هذا الأسبوع "في الدارالبيضاء، "لقد عادت سيارات الأجرة الحمراء الشهيرة إلى الخدمة، وسنعيش الازدحام المروري خلال ساعة الذروة". وفي انتظار انتهاء حالة الطوارئ الصحية، و الحجر الصحي في المغرب، أضحى التنقل والسفر بين المدن ممكنا مع وجود بعض القيود، اذ لم تعد هناك حاجة لتفويض استثنائي من السلطات، بل الأمر بمهمة يكفي للتنقل، كما أن القطارات بين الدارالبيضاءوالرباط ستبدأ في استئناف نشاطها المعتاد بوتيرة أسرع ابتداء من فاتح يونيو.