إن الاستمناء نشاط جنسي صحي آمن ويمتاز بصلته على العديد من الفوائد الصحية ، مثل تخفيف الألم والتوتر. تختلف الآراء حول تأثير ممارسة العادة السرية ، ولكن لا توجد أدلة كافية بعد لدعم أيّ وجهة نظر معينة، يختلف بعض مدربيي الصحة واللياقة البدنية ما بين المخاطر أوالفوائد المحتملة للاستمناء قبل التمرين، حيث يعتقد بعض الناس أن العادة السرية يمكن أن تؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون، الذي يلعب دوراً حاسماً في تعزيز اللياقة البدنية الشاملة. كما يعتقدون أن ممارسة العادة السرية وغيرها من الأنشطة الجنسية يمكن أن تؤدي إلى تحسين المزاج وانخفاض الضغط ، مما يمكن أن يحسن الأداء البدني بشكل غير مباشر، بينما يعتقد البعض الآخر أن العادة السرية تؤثر سلباً على الأداء البدني بسبب الزيادة في خسارة طاقة الجسم. سنتاول في مقالنا اليوم الفوائد والآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالاستمناء قبل التمرين. كيف يؤثر الاستمناء والامتناع عن الممارسات الجنسية على مستويات التستوستيرون في الجسم: لقد أظهرت الأبحاث أن الاستمناء لا يؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون، ولكن النقاش يتمحور فيما إذا كانت العادة السرية مفيدة قبل التمرين وكيفية تأثير الاستمناء على هرمون التستوستيرون. إن هرمون التستوستيرون هو الهرمون التناسلي الذكري الأساسي، لكنه ينتج عند الإناث أيضاً ولكن بنسبة تختلف عما هو عند الرجال، ويلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في تعزيز اللياقة البدنية عند الذكور والإناث، وفقا لدراسة أجريت على الحيوانات ركزت على دوره في انتاج بروتين العضلات، وتوصلت دراسة أخرى أجريت على البشر إلى أن التستوستيرون يلعب أيضاً دوراً في تكوين العظام، ولكن يبقى السؤال فيما إذا كان الاستمناء يؤثر بشكل كبير على مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم. ما الذي توصلت إليه الدراسات؟ تزيد مستويات هرمون تستوستيرون بشكل طبيعي أثناء الإثارة الجنسية وتنخفض بعد النشوة الجنسية ، لكن يبدو أن العادة السرية لا تؤثر بشكل كبير على مستوى هرمون التستوستيرون. أظهرت نتائج دراسة أجريت عام 2001 أن النشوة الجنسية الناتجة عن العادة السرية لم تؤثر على مستويات هرمون تستوستيرون في البلازما، كما لاحظ الباحثون تركيزات أعلى من هرمون التستوستيرون عند الرجال الذين امتنعوا عن ممارسة النشاط الجنسي لمدة 3 أسابيع، ولكننا لا نستطيع التعميم لأن هذه الدراسة كانت صغيرة حيث شملت 10 مشاركين فقط. توصلت دراسة أخرى عام 2003، إلى أن مستويات هرمون التستوستيرون قد تزايدت تدريجياً خلال الأيام الخمسة الأولى من الامتناع عن ممارسة الجنس، وبلغت ذروتها بعد 7 أيام، ثم بقيت ثابتة، مما يعني أن الامتناع عن ممارسة الجنس لفترات قصيرة قد يؤدي إلى تقلبات وتغييرات مؤقتة في مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم. فوائد الاستمناء: على الرغم من أنه ليس هنالك أي تأثير للاستمناء على مستويات هرمون تستوستيرون، إلا أنه قد يؤثر على النشاط الرياضي، ولكن لا توجد دراسات كافية بعد لتدعم وجود علاقة مباشرة بين الاستمناء وأداء بدني أفضل خلال ممارسة التمارين الرياضية، رغم وجود العديد من الدراسات التي تؤكد أن النشاط الجنسي قد يعزز الصحة العامة للناس. تشير دراسة حديثة أجريت على البالغين الذين عانوا من نوبة قلبية، وأولئك الذين يمارسون نشاطاً جنسياً بشكل متكرر فكانت النتائج أن للفئة الثانية معدلات بقاء أفضل على المدى الطويل، حيث أن الهرمونات، كالدوبامين والنورإيبينيفرين والأوكسيتوسين تزداد أثناء وبعد الذروة الجنسية، وهذه الهرمونات مسوؤلة بشكل أساسي في تحسين الحالة المزاجية للانسان، ويمكن أن تؤثر على الجانب العقلي لممارسة الرياضة من خلال تحسين الإطار الذهني للشخص والتحفيز أثناء التمرين. الآثار الجانبية للاستمناء: إن الاستمناء نشاط جنسي آمن ومن الممكن أن تكون له آثار جانبية طويلة المدى، إن وجدت. أجريت دراسة عام 2016 حول النشاط الجنسي وممارسة التمارين الرياضية وتوصلت لعدم وجود أي دليل حاسم يشير إلى أن للعادة السرية تأثير سلبي مباشر على اللياقة البدنية العامة أو الأداء الرياضي لدى الذكور أو الإناث، وتشير خبرات البشر أيضاً إلى أن ممارسة الاتصال الجنسي قبل حوالي 10 ساعات من المشاركة في مسابقة رياضية قد يكون له تأثير إيجابي على الأداء. يمكن أن تؤدي العادة السرية بشكل متكرر إلى آثار جانبية مؤقتة، بما في ذلك: * حساسية مفرطة بالقرب من منطقة الأعضاء التناسلية. * تورم القضيب. * انخفاض الحساسية. * وهن. الذكور والإناث: إذا كان شخص ما يمارس نشاطاً جنسياً، فقد يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، ويقلل من الإجهاد ، ويخفف الألم. يبدو أن الاستمناء يؤدي إلى آثار مماثلة عند كل من الذكور والإناث، فالانخراط في نشاط جنسي يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون، وبما أن بنية أجسام الذكور تختلف عن الإناث فمن الطبيعي أن تستجيب بشكل مختلف لهرمون التستوستيرون فلدى الذكور مستويات هرمون تستوستيرون أعلى بشكل طبيعي من الإناث ، مما يؤدي إلى تطوير بعض الخصائص النموذجية للذكور، مثل شعر الجسم والوجه، وهذه الخصائص لا تحدث عادة عند الإناث اللاتي ينتجن مستويات طبيعية من الهرمون، ويلعب التستوستيرون دوراً أساسياً أيضاً في إنتاج الحيوانات المنوية وتنمية البويضات . في الوقت الحالي، لم يكشف البحث العلمي عن وجود علاقة مباشرة بين ممارسة العادة السرية وأداء التمارين الرياضية عند الذكور أو الإناث، ومع ذلك، تشير نتائج إحدى الدراسات الحديثة إلى أن النشاط الجنسي المنتظم قد يحسن مستويات الرضا عن الحياة والتمتع بها بشكل أكبر بين كبار السن. ملخص: لا يوجد للاستمناء تأثير مباشر يذكر على أداء التمارين الرياضية على الرغم من أن مستويات هرمون التستوستيرون تتقلب مباشرة بعد النشوة الجنسية، إلا أن هذا التغيير يكون مؤقتاً ومن غير المرجح أن يؤثر على اللياقة البدنية للشخص. قد تحفز العادة السرية على إفراز هرمونات الإندورفين وغيرها من هرمونات الشعور بالرضا وهكذا فإن هذه التغييرات الهرمونية تساعد في تقليل التوتر وتحسين المزاج. يجب على الناس هيكلة إجراءاتهم بحسب نمط أجسادهم ووفقاً لذلك، إذا كانت العادة السرية تجعل شخصاً متعباً للغاية، فقد يرغب في تجنبها قبل التمرين.