إندلعت مواجهات عنيفة صباح يوم أمس الأحد، بين أعداد من الرحل وسكان منطقة "تسكدلت" الجبلية، بتارودانت، مخلفة عدد من المصابين والجرحى الذين تم نقلهم لمستشفى بآيت باها، بحسب ما صرحت به مصادر محلية. وبحسب التسجيلات الصوتية والفيديوهات التي توصل بها موقع "الدار" فإن السكان يؤكدون في تصريحاتهم، بأن حوالي ثمانية سيارات "بيكوبات" كانت تقل 80 شخصا هجموا على أراضيهم، وهو ما استفز الساكنة، التي منعتهم من التقدم ، ودخلت معهم في مناوشات تطورت إلى مواجهات استعملت فيها الحجارة بشكل كبير. وفي هذا الصدد، أكد عقيق إدريس، المنسق الإقليمي، لنقابة الفلاحين الصغار، بأنه بسبب تنزيل مجموعة من البنود التي جاءت في مرسوم رقم 113.13 المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، استباح الرعاة الرحل مجموعة من الأراضي في جهة سوس ماسة، على اعتبار أن معظم هذه الأراضي هي أراضي جموع، وهو ما جعلهم يدخلون في نزاعات مع الساكنة الذين توارثوا تلك الأراضي أبا عن جد. وقال المصدر ذاته، في تصريح لموقع "الدار"، بأن المرسوم يخص الأراضي الصحراوية والشبه الصحراوية، وليس الأراضي البورية التي تتميز بها عدد من المناطق بإقليم تارودانت، مطالبا بإيقاف العمل بهذا المرسوم وإعادة النظر في بعض بنوده. وقال بأنه في الآونة الأخيرة أًصبحت الساكنة تستقبل جحافل كثيرة من الأغنام والإبل ، التي تقوم بالرعي فوق أراضيها ، علما أنه في هذه الآونة معظم الساكنة تقوم بعملية الحرث. وقال المتحدث، بأن هؤلاء الرحل يلحقون أضرارا مادية كبيرة، بمحاصيل صغار الفلاحين، مشيرا أنه مع استمرار الرحل في استباحة أملاك الساكنة، فإن الأمر مرشح لمزيد من الغليان والاحتقان ،قائلا " الساكنة مستعدة للدفاع عن أرضها لآخر رمق". ووصف المصدر ذاته، الحادث الذي وقع بمنطقة "تسكدلت" بالخطير، حيث حضرت في الحال قوات التدخل السريع و السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي والوقاية المدنية، الذين فضوا النزاع بين الطرفين، ليجري نقل المصابين صوب مستشفى آيت باها لتلقي العلاجات الضرورية، مع فتح تحقيق في الموضوع.