قرر حزب المستشارة الألمانية الذي يواجه أزمة وغداة إخفاق انتخابي، الإثنين أن يختار في أبريل أو مايو رئيسا جديدا له مرشحا لخلافة أنغيلا ميركل في 2021. وبعد أسبوع من المشاورات قادتها الرئيسة المستقيلة للاتحاد المسيحي الديموقراطي أنيغريت كرامب كارنباور، قرر مسؤولو الحزب عقد مؤتمر استثنائي في 25 ابريل يكلف اختيار خليفة لها، كما ذكرت مصادر قريبة من الحزب لوكالة فرانس برس. ولم تحسم بعد مسألة اختيار شخص واحد ليحل محلها على رأس الحزب ويصبح مرشحه لمنصب المستشارية للانتخابات التمهيدية المقررة في نهاية 2021، أم قيادة جماعية لتجنب صراعات داخل الحزب. وفي هذه الحالة تحسم مسألة الترشيح لمنصب المستشارية رسميا في نهاية العام الجاري. اجتمعت الهيئات القيادية للاتحاد المسيحي الديموقراطي الإثنين في برلين غداة نكسة انتخابية قاسية في انتخابات مقاطعة هامبورغ. وفي هذه المقاطعة المدينة، تراجع الحزب إلى المرتبة الثالثة بحصوله على 11,2 بالمئة من الأصوات في واحدة من أسوأ النتائج التي يسجلها في مرحلة ما بعد الحرب، بعد الاشتراكيين الديموقراطيين (39 بالمئة) وخصوصا "الخضر" دعاة حماية البيئة الذين حصلوا على 24,2 بالمئة مقابل 12,3 بالمئة في الانتخابات السابقة. ويبدو أن الحزب عوقب بسبب الانقسامات الداخلية فيه. فهو بلا قيادة منذ أسبوع ومنقسم بشأن خطه السياسي خصوصا حيال المتطرفين في اليمين واليسار. واضطرت أنيغريت كرامب كارنباور، للاستقالة بعدما قام أعضاء منتخبون من حزبها بالتحالف مطلع الشهر الجاري مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني القومي في تورنيغن لانتخاب رئيس لهذه المنطقة. وكانت كرامب كارنباور تريد أولا العمل بسرعة، أي تعيين خلف لها بسرعة واختيار مرشح المنصب المستشارية ليتمكن من الحصول على شرعية تنقصها إلى حد كبير. لكن اختيار خليفة لميركل من الإثنين لن يكون مناسبا مع بقاء المستشارة في السلطة لسنة ونصف السنة أخرى. ولخصت صحيفة "بيلد" الوضع بالقول "كيف يمكن التخلص من أنغيلا ميركل؟" التي تسبب إرباكا. ترى رئيسة الحزب أن الاتحاد المسيحي الديموقراطي يجب أن يختار في نهاية المطاف بين اثنين من مؤيدي دفع الحزب باتجاه اليمين للقطيعة مع أنغيلا ميركل على أمل استعادة الناخبين الذين يغريهم حزب البديل من أجل ألمانيا، وشخصيتين معتدلتين. والشخصيتان المؤيدتان للدفع باتجاه اليمين هما فريدريش فيرتس عدو أنغيلا ميركل القديم الذي وصف قيادتها مؤخرا ب"الفاشلة" وينس شبان النجم الصاعد في الحزب. وفي الفئة الثانية أرمين لاشيت الزعيم الإقليمي وشخصية ظهرت في اللحظة الأخيرة نوربرت روتغن وزير البيئة السابق الذي أقصته ميركل. سيحدد هذا الخيار التوجه المقبل للحزب الذي يهيمن على الحياة السياسية الألمانية منذ أكثر من سبعين عاما لكنه يواجه تآكل قاعدته الانتخابية. وهو لم يعد يلقى تأييد أكثر من 27 بالمئة من الناخبين مقابل 23 بالمئة للخضر و14 بالمئة لليمين القومي. وبمعزل عن الأشخاص، يتوجب على الحزب توضيح وجهه السياسي في ساحة سياسية تزداد تشرذما ويصبح تشكيل الأغلبيات فيها صعبا على كل المستويات. ويصر الاتحاد المسيحي الديموقراطي على موقفه الرافض لعقد تحالفات مع اليمين القومي أو اليسار المتطرف. لكن الجدل بلغ ذروته في منطقة تورنيغن. فبعد تحالف مع البديل من أجل ألمانيا، قرر الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحلي في عطلة نهاية ألأسبوع التعاون مع حزب اليسار (دي لينكي) المتطرف. والنتيجة استياء جديد ودعوة إلى العودة للامتثال لقواعد الحزب. وتحدثت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية عن "تدمير ذاتي للاتحاد المسيحي الديموقراطي" حاليا في نهاية عهد ميركل "لحزب بلا قيادة ولا مركز استراتيجي". أما صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" فهي قلقة من احتمال أن ترى ديموقراطيين مسيحيين "مرتبكين" يخسرون على مر الوقت وضعهم كحزب كبير، بعد الاشتراكيين الديموقراطيين الذين سبقوهم إلى ذلك. المصدر: الدار أ ف ب