أعلن النظام السوري أنّ دفاعاته الجويّة تصدّت ليل الأحد لغارات جويّة إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط دمشق، في قصف قال الجيش الإسرائيلي إنّه استهدف مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوب العاصمة السورية. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري لم تسمّه إنّه في الساعة 23,25 (21,25 ت غ) من ليل الأحد "قام الطيران الحربي الإسرائيلي من خارج مجالنا الجوي، ومن فوق الجولان السوري المحتلّ، باستهداف محيط دمشق بأكثر من موجة من الصواريخ الموجهة". وأضاف المصدر أنّ "بعضاً" من هذه الصواريخ "تمّ تحييده عن مساره"، في حين تمّ تدمير "غالبية" ما تبقّى "قبل الوصول إلى أهدافها"، مشيراً إلى أنّ "التدقيق في نتائج العدوان ما يزال مستمرّاً". من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنّ "مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوبدمشق، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للجهاد الإسلامي في جميع أنحاء قطاع غزة"، وذلك ردّاً على أكثر من 20 صاروخاً وقذيفة هاون أطلقت من القطاع الفلسطيني على جنوب الدولة العبرية. وأضاف البيان أنّه "في منطقة العادلية الواقعة خارج دمشق قُصف مجمّع لحركة الجهاد الإسلامي كان يُستخدم كمركز لنشاط الجهاد الإسلامي في سوريا". من جهته قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ القصف الإسرائيلي استهدف "عدّة مواقع للحرس الثوري الإيراني والجهاد الاسلامي على بضعة كيلومترات من مطار دمشق". ونشرت سانا مشاهد فيديو وصوراً ظهرت فيها صواريخ تنطلق لتنير انفجاراتها ظلمة السماء. وحركة الجهاد الإسلامي التي تنشط في الأراضي الفلسطينية وكذلك في سوريا أطلقت الأحد أكثر من 20 صاروخاً وقذيفة هاون من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن نادراً ما تبنّت إسرائيل هذه الغارات. وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها حركة الجهاد الإسلامي في سوريا بغارات إسرائيلية. وفي نوفمبر الفائت أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري. وفي منتصف فبراير الجاري أسفر قصف نُسب إلى إسرائيل عن مقتل سبعة من عناصر الجيش السوري والحرس الثوري الإيراني، وفق المرصد. وتُكرّر الدولة العبرية التأكيد على أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله. وطهران، الحليف الرئيسي لدمشق، قدّمت منذ بدء النزاع في سوريا دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كبيراً للنظام السوري. وتمكنت إيران مع مجموعات شيعية موالية لها من تعديل موازين القوى ميدانياً لصالح القوات الحكومية السورية على جبهات عدة. وتسبّب النزاع السوري منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وأرغم أكثر من نصف سكان البلاد الذين كانوا يعدّون أكثر من 20 مليون نسمة قبل الحرب على النزوح أو اللجوء خارج البلاد. المصدر: الدار أ ف ب