أثار التغيير الذي حدث في العاصمة الإثيوبية اهتمام كثيرين وهو يتابعون أشغال القمة الأفريقية التي انعقدت قبل أيام في أديس أبابا. لنكن صرحاء. الانطباع الذي تولد لدينا عن اثيوبيا سلبي للغاية، إذ أرتبط بسنوات المجاعات، وينسى كثيرون أن إثيوبيا اليوم إلى جانب رواندا تعتبر أبرز "نمور القارة الأفريقية : على غرار "نمور آسيا " وهو التعبير الذي شاع قبل ثلاثة عقود. في ظني أن الاثيوبيين من الشعوب المتحضرة، ولولا سنوات المعاناة لكانوا قطعاً أكثر شعوب القارة الافريقية رفاهية.من حسن الحظ أن الأمور تغيرت الآن، إذ أن نسبة النمو الاقتصادي حالياً فاقت نسبة عشر بالمائة. قبل سنوات زرت اديس ابابا او"الزهرة الجديدة" كما يقال بلغة الأمهرا، كنت قبل الزيارة سمعت أنها واحدة من أجمل العواصم الإفريقية. كنت أعتقد ان في هذا التوصيف شيء من المبالغة، إذ كيف تكون أديس أبابا من أجمل عواصم القارة الإفريقية، ووسائل الإعلام لا تذكرها إلا مقترنة بصور الفقراء الجياع الذين يطاردون قوافل الإغاثة، بحثاً عن كسرة خبز. سنوات طويلة رسخ الإعلام الغربي هذه الصورة. عندما زرت هذه المدينة الذكية، ووجدت أنها فعلا لا قولاً "زهرة جديدة" وأناسها من أرقى الشعوب الإفريقية. مدينة مخضرة. طقسها ربيعي. سماؤها تكاد تلاصق أرضها. شوارعها نظيفة وأنيقة على الرغم من مظاهر الفقر التي لم تختف تماماً.، شعبها من أكثر شعوب القارة تهذيباً. اثيوبيا بلد تنام وتصحو على قرون من الحضارة. ليس من شاهد مثل من سمع.