فجّر فريقا إقليم الباسك في إسبانيا مفاجأتين من العيار الثقيل، حينما أطاح ريال سوسيداد بريال مدريد من ربع نهائي كأس إسبانيا، وفعل أتلتيكو بلباو الأمر ذاته مع برشلونة، وخطف منه بطاقة التأهّل إلى نصف النهائي بهدف في الوقت القاتل. يعيش ريال مدريد في الآونة الأخيرة أفضل أوقاته، هو متصدّر للدوري الإسباني بفارق ثلاث نقاط عن ملاحقه البارسا، ويتفاخر بقوّة خطوطه الخلفيّة، فلم تهتزّ شباكه في آخر 7 مباريات سوى مرّتين، ومواجهة ريال سوسيداد في السنتياغو برنابيو شبه محسومة منطقيًا لصالحه، والمناسبة هنا ربع نهائي كأس إسبانيا، والذي يجري بواقع مباراة واحدة، دون خوض مواجهة في أرض الخصم، ومع مضيّ ستة أعوام على آخر مرّة فاز فيها الريال بالكأس، تبدو الفرصة الآن سانحة لكسر العقدة، والفوز بثنائيّة محلّية، وقد يرتفع سقف الطموحات لكسب الثلاثية التاريخية الأولى في مسيرة النادي العريق. لكنّ ما سبق لم يكن سوى حبرٌ على ورق، وأرضيّة الميدان تضمّ فريقان يتكوّن كلّ واحد منهما من 11 لاعبًا، هم سيقرّرون من سيصل إلى الدور نصف النهائي، فرغم بداية أصحاب الأرض الهجومية ، نجح ريال سوسيداد في افتتاح النتيجة، عن طريق لاعب الميرينغي السابق أوديغارد، حينما استثمر كرة مرتدّة من الحارس أريولا، كان ذلك في الدقيقة 22، ولم تنفع هجمات الريال الخطرة في إنهاء الشوط الأوّل بنتيجة غير التأخّر 1-0. بداية الشوط الثاني كانت صاعقة بالنسبة لأصحاب الأرض، ظنّ الكثيرون أن الريال سيعدّل النتيجة بأسرع وقت ممكن، لكنّ الضيوف سجّلوا هدفين متتاليين في دقيقتين فقط، عن طريق السويدي المتألّق ألكسندر إسحاق، سبقهما هدفٌ ملغي سجّله بنفسه، المباراة صارت في دقيقتها التاسعة والخمسين، والريال متأخّر في ميدانه بثلاثية دون رد، وهنا ظهر مارسيللو وسجّل هدف تقليص الفارق. منح هدف مارسيللو بعض الأمل لعشّاق الميرينغي في العودة للمباراة، لكنّ ميغيل مورينو قتل تلك الآمال بهدف رابع أتى في الدقيقة 69، وقبل نهاية المباراة ب11 دقيقة ألغى حكم المباراة هدفًا كاد أن يكون الثاني للريال، دقيقتان بعد ذلك ويسجّل رودريغو هدفًا شرعيًا هذه المرّة، بقي على نهاية المباراة سبع دقائق، ريال مدريد يحتاج لهدفين كي يؤجّل حسم المباراة حتى الوقتين الإضافيين، لكنّه لم ينجح إلا بتسجيل واحد فقط عن طريق ناتشو فيرنانديز، لينتهي اللقاء بفوز ريال سوسيداد بنتيجة 4-3، وهي المرّة الوحيدة في تاريخ المدرّب زين الدين زيدان التي يخرج بها فريقه خاسرًا في مباراة مع تلقّي شباكه أربعة أهداف. لم يكن وضع برشلونة أفضل حالًا من ريال مدريد، فمع مرور أيامٍ عصيبة على النادي الكاتالوني، تجلّت في فقدانه شراكة صدارة الليغا، وازدياد المشاكل الداخليّة إثر تصريحات أبيدال وردود ميسي، كان على الفريق أن يُخرج نفسه من هذه الظروف الصعبة بانتصار خارج ميدانه على أتلتيكو بلباو، لكنّ الفريق الباسكي رفض أن يجعل من نفسه ممرًّا لتحقيق أحلام البارسا، وأقصاه من ربع نهائي الكأس. حيث تفوّق برشلونة في أغلب مجريات المباراة، وأهدر نجومه العديد من الفرص، وكان أبرزها تسديدة غريزمان من داخل منطقة الجزاء، تألّق حارس بلباو في إبعادها، وانفراد ميسي التام قبيل نهاية المباراة بدقائق، كان مصير كرة ميسي مشابهًا لتسديدة غريزمان، والنجم الأوّل هو حارس المرمى، ومع غروب شمس المباراة، ظنّ الكثيرون أن اللقاء يسير لوقتين إضافيين، لكنّ مهاجم أتلتيكو بلباو إينياكي ويليامز في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، حاجزًا مكانًا له في الدور نصف النهائي، والذي سيشهد غياب برشلونة وريال مدريد معًا للمرّة الأولى منذ 10 سنوات. المصدر: الدار– وكالات