سعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والإمارات، إحدى أكبر الدول النفطية الأعضاء فيها، الأربعاء، إلى تهدئة المخاوف من تأثير تصاعد التوترات في الشرق الأوسط على استقرار أسواق النفط العالمية. واستبعد منتجو الطاقة، الأربعاء، وجود مخاطر فورية على شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الممر الملاحي الحيوي للقطاع، وذلك بعد أن هاجمت إيران قاعدتين تستضيفان قوات أميركية في العراق. وقال مسؤولون إيرانيون إن الضربات الصاروخية جاءت ردا على مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني، الجمعة الماضي، في بغداد. وأكدت الإمارات أن الوضع ليس حربا، وأنه ينبغي عدم المبالغة بشأن ما يحدث حاليا، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة وول ستيرت جورنال أن جهات مشغلة للناقلات السعودية علقت مرورها عبر مضيق هرمز. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على هامش مؤتمر في أبوظبي "لن نشهد حربا... هذا قطعا تصعيد بين الولاياتالمتحدة، وهي دولة حليفة، وإيران، وهي دولة مجاورة، وآخر ما نرغب فيه هو المزيد من التوتر في الشرق الأوسط". وصعدت أسعار النفط نحو واحد بالمئة الأربعاء، لكنها تقل بفارق كبير عن مستويات مرتفعة بلغتها في بداية محمومة لتعاملات الأربعاء بعد أن زادت الهجمات الصاروخية احتمالات تصاعد الصراع وتعطل تدفقات الخام. وتخلت الأسعار عن معظم تلك المكاسب بعد الارتفاعات التي حققتها في وقت مبكر الأربعاء، إذ يقول محللون إن توتر السوق قد ينحسر طالما ظلت منشآت إنتاج النفط غير متأثرة بالهجمات. كما يبدو أن تغريدات نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف تشير إلى فترة هدوء في الوقت الحالي. وارتفعت أسعار التعاقدات الآجلة في لندن بأكثر من 5 بالمئة إلى 72 دولارا للبرميل من خام برنت القياسي. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 67 سنتا إلى 68.9 دولار للبرميل، بعد أن صعدت في وقت سابق إلى 71.75 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ منتصف سبتمبر الماضي. وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 47 سنتا لتصل إلى 63.17 دولارا للبرميل. وبلغت العقود في وقت سابق من اليوم 65.85 دولار وهو أعلى مستوى منذ أواخر أبريل من العام الماضي. وفي خضم ذلك، أبقى بنك غولدمان ساكس على توقعاته لأسعار النفط في ثلاثة أشهر عند 63 دولارا للبرميل، مشيرا إلى غياب اضطراب فعلي للإمدادات. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبة الرسمية عن وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه قوله إن طهران "تستفيد من ارتفاع أسعار النفط". وأضاف "أسعار النفط تتجه للصعود وهذا يفيد إيران... ينبغي أن يمتنع الأميركيون عن زعزعة المنطقة ويدعون شعوب المنطقة لتعيش". وقال أمين عام منظمة أوبك محمد باركيندو خلال المؤتمر في أبوظبي إن "المنشآت النفطية العراقية آمنة وإن إنتاج ثاني أكبر المنتجين في أوبك مستمر". وأوضح أن الطاقة الإنتاجية الفائضة للنفط تبلغ ما يتراوح بين ثلاثة ملايين و3.5 ملايين برميل يوميا تقريبا، أغلبها لدى السعودية أكبر المنتجين في أوبك. وقال المزروعي إن منظمة أوبك ستستجيب لأي نقص محتمل في النفط إذا اقتضت الضرورة، وذلك ضمن "حدودها". لكن الوزير لا يرى مؤشرا على نقص في الإمدادات، في ضوء قوة الطلب ومخزونات النفط العالمية، التي تحوم حول متوسط خمس سنوات. وقال "لا نتوقع أي نقص في الإمدادات ما لم يكن هناك تصعيد كارثي، وهو ما لا نراه". وقال باركيندو إنه على ثقة في أن القادة في الشرق الأوسط يفعلون كل ما بوسعهم لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها. وهزت المنطقة العام الماضي هجمات على ناقلات نفط قرب مضيق هرمز وهجوم على منشأتي طاقة سعوديتين، مما خفض في البداية إنتاج المملكة من الخام إلى النصف. وألقت واشنطن والرياض بمسؤولية تلك الضربات على خصمهما المشترك إيران، وهي أيضا عضو بأوبك، وهي التهمة التي تنفيها طهران. وقال باركيندو إن توقعات نمو الطلب العالمي عند حوالي مليون برميل يوميا، مضيفا أن هذا "ليس قويا وليس مثيرا للقلق". وعندما سئُل عن الرسالة التي يود توجيهها للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال باركيندو خلال المؤتمر إن "بزوغ الولاياتالمتحدة كمنتج كبير للنفط والغاز يحملها بالضرورة مسؤولية مشتركة عن استقرار أسواق الطاقة". وأشار إلى أن "المهمة المستمرة لأوبك+ في الإبقاء على أسواق النفط مستقرة على أساس مستدام هي مسؤولية مشتركة لجميع المنتجين بما في ذلك الولاياتالمتحدة". وأكد أن أوبك لا تستطيع وحدها تحمل تلك المسؤولية و"ندعو الولاياتالمتحدة إلى الانضمام إلينا في هذا الهدف النبيل". وتحد أوبك وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، الإنتاج منذ 2017 لتفادي تخمة المعروض ودعم الأسعار. ولا تشارك الولاياتالمتحدة في اتفاق إدارة إمدادات النفط. المصدر: الدار- وكالات