أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، خلال زيارة مفاجئة إلى دمشق بالتقدم "الهائل" الذي تحقق في سوريا التي تشهد نزاعا منذ العام 2011. وجاءت الزيارة، التي التقى خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد، على وقع تطورات إقليمية ودولية بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية الأسبوع الماضي، وتسببت في موجة تهديدات متبادلة بين الولاياتالمتحدة وطهران. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى أنه اليوم، يمكن القول بيقين أنه تم اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها". وتعد زيارة بوتين إلى العاصمة السورية دمشق الأولى منذ بدء الأزمة السورية في مارس العام 2011، لكنه زار سوريا خلال الأعوام الماضية وتفقد قاعدة حميميم الجوية التي تتمركز فيها القوات الروسية. وأوضح بيسكوف أن بوتين تجول في شوارع العاصمة السورية وأنه سيطوف في عدد من المناطق السورية. ونقل عن بوتين قوله "قطعنا شوطا كبيرا في إعادة بناء الدولة السورية ووحدة أراضيها" في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تمكن من خلالها النظام السوري من استعادة مناطق سورية واسعة بفضل التدخل الروسي. وأوضح المتحدث باسم الكوملين أن "بوتين كان قد أشار إلى أنه رأى مظاهر استعادة الحياة السلمية في شوارع دمشق". وقالت الرئاسة السورية في تصريحات على صفحتها في فيسبوك إن الرئيسان بوتين والأسد استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا. كما أوضحت أن الأسد أعرب للقوات الروسية "عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما يقدمونه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري..". وسبق لبوتين أن زار سوريا في ديسمبر 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، والتي تتخذها روسيا مقراً لقواتها. وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية، وقدمت لها منذ بداية النزاع في العام 2011 دعماً دبلوماسياً واقتصادياً، ودافعت عنها في المحافل الدولية خصوصاً في مجلس الأمن الدولي حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري. واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا، كان آخرها في ديسمبر ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد المساعدة الانسانية للأمم المتحدة عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام، وتريد موسكو خفضها. وساهم التدخل الروسي منذ سبتمبر 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء. المصدر: الدار- وكالات