تنطلق مشاورات السلام اليمنية اليوم الخميس بالسويد بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، تحت إشراف الأممالمتحدة التي تسعى مجددا لإنهاء الصراع الدائر في البلاد منذ أربع سنوات. ووصل وفد الحكومة اليمنية إلى السويد أمس الأربعاء، غداة وصول وفد الحوثيين المفاوض برفقة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وبعد يومين من اتفاق بين الطرفين لتبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين. وبرأي خبراء، فإن محادثات السلام المرتقبة تشكل فرصة حاسمة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخل لوقف هذا النزاع الذي يهدد بتفاقم الوضع الإنساني لليمنين وفق تحذيرات المنظمات الانسانية. ومن المنتظر، بحسب مصادر من الجانبين، أن تركز جولة المحادثات الجديدة، التي تعقد في ضواحي العاصمة ستوكهولم، على الاتفاق بشأن خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية. وعلى الرغم من بعض التفاؤل الذي ساد أجواء الاستعدادات لعقد المشاورات، إلا أن آمال حدوث اختراق مهم في الملف اليمني تتباين بشأن توقعات المحللين، لاسيما في ظل تباعد أجندات الطرفين والوقائع على الأرض. وفي ظل تباعد المواقف والمنطلقات بين طرفي النزاع، يحاول المبعوث الأممي تقريب وجهات نظرهما بالتركيز على إجراءات بناء الثقة في أول لقاء بينهما منذ مشاورات الكويت في 2016. ويسعى مبعوث الأممالمتحدة للاتفاق على إعادة فتح مطار صنعاء ومبادلة السجناء وتأمين الاتفاق على هدنة في مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، على أن يفضي ذلك إلى وقف لإطلاق النار ووقف الضربات الجوية للتحالف العربي واستهداف الحوثيين للمدن السعودية بالصواريخ الباليستية. وأكدت الحكومة اليمنية أمس على لسان وزير خارجيتها ورئيس وفدها المفاوض خالد اليماني، عزمها على تحقيق خطوات "إيجابية" لبناء الثقة في مشاورات السويد، موضحا أن تلك الخطوات ستكون من خلال الاتفاق وتنفيذ إجراءات إطلاق سراح كافة الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا لدى الجانبين. بدوره، قال المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام في تغريدة سابقة على "تويتر: "لن ندخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام"، مضيفا "لدينا مبادرات وحلول لكل القضايا، ومستعدين لوضعها على طاولة المشاورات وطاولة كل الأطراف". وأكدت السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية دعمها "للوصول إلى حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل"، فيما اعتبرت الإمارات بأن محادثات السويد "ستوفر فرصة حاسمة للنجاح في حل سياسي باليمن". ورحبت الولاياتالمتحدة من جهتها بمحادثات السلام اليمنية واصفة إياها ب"الخطوة الأولى الضرورية والحيوية"، ودعت الأطراف إلى الانخراط فيها "بشكل كامل وصادق" و"وقف أي أعمال عدائية جارية". وفشلت مساع أممية سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات السلام شتنبر الماضي في جنيف عند رفض وفد جماعة الحوثي مغادرة صنعاء، وبرر ذلك بعدم تمكن الأممالمتحدة من استخراج ترخيص للطائرة التي ستقل وفدها المفاوض إلى جنيف، فيما أعلن الوفد الحكومي أن "الحوثيين" دأبوا على "اختلاق" الأعذار لعدم حضور المفاوضات. وكانت تلك رابع جولة مشاورات مفترضة بين أطراف الصراع اليمنية، منذ اندلاع الحرب قبل نحو 4 سنوات، والأولى برعاية المبعوث الأممي غريفيث. وعقدت المشاورات في جولتيها الأولى والثانية في 2015، في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين، فيما عقدت الجولة الثالثة في الكويت عام 2016، دون أن تثمر جميعها عن نتائج تذكر". المصدر: الدار – وم ع