في إطار سياسة القرب التي تنهجها المصالح القنصلية المغربية بالخارج مع الجالية المغربية، عقدت القنصلية العامة للمملكة المغربية بفرانكفورت مؤخرا لقاء تواصليا مع رؤساء الجمعيات الثقافية والدينية بحضور بثينة الكردودي الكلالي، القنصل العام. وأشادت السيدة الكلالي في كلمة ألقتها بالمناسبة، بالاندماج السلس في المجتمع الألماني الذي حققه أعضاء الجالية المغربية، كما أشادت بالمستوى العالي و بتعدد الكفاءات التي نجحت في فرض وجودها و تسجيل حضورها القوي في مختلف المجالات و أيضا في إبراز وطنيتها و تشبثها بالمقدسات الوطنية و الترابية. و انتهزت هذه المناسبة ايضا لتثمين نجاح المرأة المغربية المقيمة بألمانيا، التي استطاعت تكريس طاقتها وكفاءتها لإبراز الوجه المشرف للمرأة المغربية في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية و الفنية أيضا. اللقاء كان مناسبة أيضا أكدت القنصل العام خلالها على ضرورة التأطير الثقافي واللغوي والديني للشباب لحمل المشعل، حيث دعت الجمعيات المغربية إلى ضرورة خلق جمعيات موازية لفئة الشباب من أجل تسهيل الحوار و التواصل معهم و تأطيرهم بشكل جيد، باعتبارهم جالية الغد. كما أكدت على دور جمعيات المساجد في ترسيخ النموذج الديني المغربي المبني على مبادئ التسامح والوسطية والاعتدال والذي تحتل فيه المرأة مكانة متميزة كعالمة و واعظة و مرشدة دينية و عدلة و ذلك لتعزيز حصانة الشباب ضد التيارات الدخيلة على الشخصية الدينية المغربية، لاسيما و أن هذا نموذج أتبت نجاعته و فعاليته و قدرته على التصدي للتطرف والتعصب في وقت صعب على العديد من الدول التعامل مع ظاهرة التطرف و التشدد الديني. من جهة أخرى دعت الكفاءات المغربية إلى الإسهام في إنجاح المشروع التنموي الجديد و كذا المساهمة في الجهود المبذولة لدعم وتعزيز إشعاع المملكة والتعريف بالإنجازات والمشاريع التي تحققت على أرض الواقع على الصعيدين الوطني و الإفريقي و الانخراط أكثر في مجهود جلب الاستثمارات الألمانية إلى المغرب باعتباره بوابة إفريقيا مع ايلاء عناية خاصة لقطاع التكوين المهني الذي هو في صلب النموذج التنموي الجديد للمملكة. أما بخصوص القضية الوطنية، فقد استحضرت القنصل العام الانتصارات الديبلوماسية التي حققها المغرب في هذا الملف والتي اتسمت بسحب العديد من البلدان لاعترافها ب “الجمهورية الوهمية”، وإذ ذكرت ان الترافع من أجل قضية الصحراء المغربية هي مسؤولية جميع المواطنين أينما حلو و ارتحلوا، و دعت الديبلوماسية المغربية أعضاء الجمعيات المغربية أن لا يفوتوا أي مناسبة للتعريف بالقضية و الدفاع عنها لذى الأوساط السياسية الألمانية. اللقاء التواصلي حضره عدد هام من أعضاء الجالية المغربية من الجيل الاول و الثاني و الثالث، و كان مناسبة لطرح مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بتدريس اللغة العربية وتلقين الثقافة و الدين الإسلامي لأبناء الجالية المغربية من أطفال و شباب و كذا القضايا التي تهم الأحوال الشخصية و كذا البعثات الدينية خلال شهر رمضان المبارك. و تجدر الإشارة إلى أن الأبواب المفتوحة تاتي في إطار الجهود الرامية إلى تحسين و تطوير الخدمات المقدمة لأفراد الجالية بشكل مستمر, كما تأتي مراعاة لصعوبة التنقل و مشقته بالنسبة للعديد من أفراد الجالية الذين لا يستطيعون قضاء مصالحهم طوال أيام الأسبوع و كذا استحالة جلب أبنائهم خلال أوقات الدراسة لقضاء مصالحهم الإدارية. الأبواب المفتوحة التي عرفت حضور مختلف المصالح القنصلية كانت مناسبة لأفراد الجالية المغربية القاطنة في دائرة نفوذ القنصلية للإستفادة من العديد من الخدمات الإدارية مثل استلام جواز السفر أو البطاقة الوطنية أو عقد وكالة إدارية أو عدلية و غيرها من الخدمات. المصدر: الدار و م ع