أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "الحرب ستستمر" في شرق أوكرانيا المتمرد ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية "باقية في الحكم"، موضحا أنه شرح لنظيره الأميركي، دونالد ترامب، الوضع بين موسكو، وكييف أثناء قمة مجموعة العشرين. وأكد بوتين السبت أنه دافع عن موقف موسكو أثناء لقائه ترامب على هامش عشاء الجمعة خلال قمة بوينوس آيرس. وقال بوتين لصحافيين في ختام قمة مجموعة العشرين "تحدثنا وقوفا. أجبت عن أسئلته المتعلقة بالحادثة في البحر الأسود". وألغى ترامب لقاءه الرسمي المقرر مع بوتين في بوينوس آيرس بسبب الخلاف بين روسياوأوكرانيا. وجاء كلام بوتين تعليقاً على التوترات بين موسكو وكييف التي تفاقمت منذ احتجاز الأحد حرس الحدود الروس ثلاث سفن حربية أوكرانية في البحر الأسود. وحصلت الحادثة التي أوقف خلالها 24 بحاراً أوكرانياً، قبالة القرم. وتتهمهم روسيا بالدخول بشكل غير قانوني إلى مياهها الاقليمية. واعتبر الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي أن "لا مصلحة للسلطات الأوكرانية الحالية في تسوية النزاع" بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، "خصوصاً بوسائل سلمية". وأضاف "ما دامت (السلطات الأوكرانية الحالية) باقية في الحكم فإنّ الحرب ستستمر (…) من السهل دوماً تبرير الإخفاقات الاقتصادية بالحرب" من خلال إلقاء المسؤولية على "معتد خارجي". وأوقعت الحرب في شرق أوكرانيا أكثر من 10 آلاف قتيل منذ اندلعت في 2014. وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا التي ضمّت شبه جزيرة القرم إليها في 2014 بدعم الانفصاليين عسكرياً وهو ما تنفيه موسكو. وجدّد بوتين السبت التنديد بما اعتبره "استفزازاً" قامت به السفن الحربية الأوكرانية الثلاث التي "انتهكت بكل وقاحة الحدود الروسية". ونددت أوكرانيا من جهتها، ب"عمل عدواني" روسي وفرضت قانون الطوارئ في عدد من المناطق الحدودية، ردا على احتجاز السفن. وأكد الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أن بوتين يرفض التحدث اليه منذ بداية الأزمة. وقال بوروشنكو إنه طلب من مكتبه الاتصال بالكرملين لإبلاغه ب"أننا مستعدون لإجراء مفاوضات بهدف التوصل إلى خفض للتصعيد". وأضاف "للأسف، بوتين لم يردّ على طلبي إجراء مكالمة هاتفية مباشرة معه". وأشار بوروشنكو إلى أن أوكرانيا ستحاول تسوية الوضع عبر وسائل دبلوماسية لكن القوات الروسية يجب أن تغادر القرم وأن تعيد السفن والبحارة "المحتجزين بشكل غير قانوني في المياه الدولية في البحر الأسود". وذهبت كييف إلى إلى حد الطلب من حلف شمال الأطلسي نشر سفن في بحر آزوف لدعمها في خلافها مع موسكو. لكن الأوروبيين عملوا على تهدئة أوكرانيا. ودان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بشدة روسيا فقال أثناء منتدى للدفاع في كاليفورنيا "نواجه حالياً انتهاكات مخادعة ارتكبها بوتين لمعاهدة" الأسلحة النووية المتوسطة المدى. وندد ماتيس ب"الاستخفاف والرفض السافرين لاتفاق 2003 الذي يضمن حرية ملاحة السفن الروسية والأوكرانية عبر مضيف كيرتش، وهو اتفاق انتُهك بشكل سافر في عطلة نهاية الأسبوع الماضي". وعلى هامش قمة مجموعة العشرين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من بوتين تهدئة التوترات. وأشار متحدث باسم ميركل إلى أن "المستشارة أعربت من جديد عن قلقها إزاء التصعيد (…) وعن التزامها موضوع حرية الملاحة البحرية في بحر آزوف". ويتقاطع هذا التصريح مع كلام الرئيس الفرنسي الذي قال لنظيره الروسي إنه "يجب الدخول في مرحلة خفض التصعيد". ولإقناع ماكرون بصحة قراره احتجاز السفن الأوكرانية الثلاث، استعان بوتين بورقة وقلم ليرسم خريطة تُظهر المسار الذي سلكته السفن، بحسب ما اوضح الجمعة مستشارو الرئيس الفرنسي. المصدر: الدار – أ ف ب