في يونيو، بدأ الجيش الأمريكي في نقل معدات ومئات القوات إلى قاعدة عسكرية في المملكة العربية السعودية هجرتها الولاياتالمتحدة منذ أكثر من 15 عامًا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين على دراية بالانتشار. وقال المسؤولون لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية إنه خلال الأسابيع المقبلة، سينتشر في قاعدة الأمير سلطان الجوية قوات أمريكية بهدف مواجهة التهديد الإيراني، ويشمل الطائرات الحربية وأنظمة الدفاع الصاروخي بعيدة المدى.
وقالت الشبكة إنه وصل بالفعل صواريخ باتريوت إلى القاعدة ويجب أن تعمل في منتصف يوليوز، بينما من المتوقع أن تصل الطائرات في غشت.
ويوجد بالفعل عدة مئات من أفراد الخدمة الأمريكية في الموقع يقومون بإعداد المنشأة جنوبالرياض، والتي يسيطر عليها سلاح الجو الملكي السعودي، وهو رقم سيزداد إلى أكثر من 500 بعد وصول سرب من الجو.
وقال المسؤولون إن النشر يركز على القدرات الدفاعية، مع بطاريات باتريوت للدفاع الصاروخي والطائرات المقاتلة التي تهدف إلى الدفاع عن القوات الأمريكية على الأرض. لكنهم أقروا بأنه يمكن استخدام الطائرة بشكل هجومي.
وأعلنت الولاياتالمتحدة هذه الزيادة في القوات في المنطقة في يونيو، لكنها لم تذكر أين ستتمركز القوات والمعدات.
وقالت الشبكة الأمريكية إن البنتاغون رفض التعليق على نشر القوات الأمريكية بقاعدة الأمير سلطان الجوية.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إيرل براون يوم الخميس إن "القيادة المركزية الأمريكية تعمل باستمرار لإدارة وضع قواتنا في المنطقة وستواصل القيام بذلك بالتعاون مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة".
وقالت القيادة المركزية في بيان لها يوم الجمعة إنه "بالتنسيق مع وبدعوة من المملكة العربية السعودية، أذن وزير الدفاع بنقل الأفراد والموارد الأمريكية للنشر في المملكة العربية السعودية."
وقال بيان القيادة المركزية: "توفر حركة القوات هذه رادعًا إضافيًا، وتضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من تهديدات ناشئة وذات مصداقية".
ونشر الجيش الأمريكي قوات ومعدات في المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج عام 1991، وتم استخدام الطائرات الأمريكية المتمركزة في المملكة لاحقًا لفرض منطقة حظر للطيران فوق العراق.
وعد تفجير أبراج الخبر عام 1996 الذي أسفر عن مقتل 19 من طياري الولاياتالمتحدة وجرح 400 آخرين، نقل الجيش الأمريكي معظم أعضاء الطائرات والخدمة في المملكة العربية السعودية إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث ظلوا حتى بدأت الولاياتالمتحدة عملية العراق في عام 2003.
وفي أبريل 2003، قرر وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد ووزير الدفاع السعودي سحب جميع القوات الأمريكية من القاعدة وإعادتها إلى الحكومة السعودية.
وقال مسؤول أمريكي إن قاعدة الأمير سلطان الجوية هي منشأة نشطة، لكن أجزاء من القاعدة ستحتاج إلى ترقية لاستيعاب الجيش الأمريكي، بما في ذلك تعزيز وتوسيع الطرق والممرات.
وقال المسؤول إن الإسكان الأساسي سيحتاج أيضًا إلى التحديث، وستقوم الولاياتالمتحدة ببناء منشأة طبية.
يذكر أن العديد من القوات الأمريكية الذين تم نشرهم هناك خلال الأسابيع القليلة الماضية هم مهندسون يعدون القاعدة للمهمة الجديدة.
وقال المسؤول الأمريكي إن القاعدة تزود الولاياتالمتحدة "بمواجهة استراتيجية" و"عمق دفاعي" مع إيران، مما يعني القدرة على مواجهة إيران من مسافة بعيدة بينما لا تكون في مدى الصواريخ الإيرانية.
ووصف المسؤولون هذا الانتشار بأنه استكشافي وليس دائمًا، مع بقاء الوجود الجديد هناك طالما ظلت التوترات عالية مع إيران.
وقال المسؤولون إن المملكة العربية السعودية وافقت بالفعل على دفع بعض التكاليف المرتبطة بوجود أفراد وممتلكات أمريكية هناك.