سحبت إسبانيا بشكل نهائي الفرقاطة “ميننديث نونييث” من مجموعة القتال المرافقة لحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكنولن، وذلك بسبب التطورات الخطيرة في الخليج. وكانت الفرقاطة الإسبانية ترافق حاملة الطائرات، ولكن مدريد قررت منذ أكثر من شهر، بعد التصعيد، السحب المؤقت للفرقاطة التي كانت ترسو في مسقط وفي موانئ الهند. ولكن خلال هذا الأسبوع، وبعد ارتفاع التوتر، قررت حكومة مدريد السحب النهائي للفرقاطة، والإبحار بشكل منفرد من دون مرافقة أبراهام لنكولن. وقالت وزيرة الدفاع مارغريتا روبليس إن مهام الفرقاطة هي المرافقة والمشاركة في المناورات وليس الحرب، وقد أطلعت الدول الأوروبية على القرار. وتسبب القرار، وفق جريدة الباييس بتذمر في البنتاغون.
ووفق الكثير من الخبراء، يعود التذمر الى إحساس واشنطن بتخلي الدول الأوروبية عنها في المواجهة الحالية مع إيران، والفشل المسبق لمقترح حشد السفن العسكرية في الخليج العربي لحماية حاملات النفط، خصوصًا الغربية، بعدما هددت إيران بحجز البعض منها كرد على حجز بريطانيا حاملة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق. وعمليًا، نفذت طهران وعيدها واحتجزت، مساء الجمعة، حاملة نفط بريطانية تحت مبرر خرقها لقواعد الإبحار الدولي.
ومن أجل رفع التنسيق واكتساب مزيد من الخبرة العسكرية، قررت وزارة الدفاع الإسبانية، العام الماضي، أن ترافق فرقاطة “ميننديث نونييث” المجموعة القتالية المرافقة لحاملة الطائرات الأمريكية أبراهام لنكولن. ولا تنطلق حاملات الطائرات لوحدها، بل تحتاج إلى مجموعة قتال توفر لها الحماية، وتكون عادة فرقاطتين ومدمرة وغواصة أو غواصتين وسفنًا أخرى مثل كاسحة الألغام البحرية.
وعمليًا، انطلقت الفرقاطة الإسبانية مع حاملة الطائرات منذ خروجها من قاعدة نورفولك في فيرجينيا يوم فاتح أبريل/الماضي، لتدور معها الجزء الكبير من الكرة الأرضية. وهذا يعني المرور بالمحيط الأطلسي، ثم المشاركة في مناورات عسكرية مع فرنسا في البحر الأبيض المتوسط كانت مبرمجة، ثم الرسو في قاعدة البحرين في الخليج العربي مقر الأسطول الخامس، ولاحقًا القيام بمراقبة المياه الدولية في شرق آسيا، حتى الوصول خلال أكتوبر/ المقبل إلى قاعدة سان دييغو في كاليفورنيا، وبعدها العودة إلى قاعدة فيرول شمال إسبانيا عبر ممر بنما. ولكن بعدما قامت واشنطن بتهديد إيران بالحرب خلال مايو الماضي، قررت وزارة الدفاع الإسبانية الانسحاب مؤقتًا من الخليج العربي نحو بحر العرب، وخلال الأسبوع الجاري انسحبت نهائيًا.
وكانت مدريد سباقة إلى رفض سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط مثل الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ولهذا لا تريد المشاركة في إستراتيجيته العسكرية.