حذر خبراء من إمكانية تقسيم ليبيا إلى 3 دول، في ظل التطورات العسكرية الخطيرة التي تشهدها العاصمة طرابلس، بين قوات حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، المعترف به دوليا، في الوقت الذي تسارع فيه دول من بينها المغرب، لاحتواء التصعيد العسكري، ودعوة الفرقاء الليبيين إلى الحوار والالتزام باتفاق الصخيرات، الذي شكل نقطة مفصلية لإنهاء الصراع في ليبيا. وتشهد العاصمة طرابلس منذ عدة أيام اشتباكات عنيفة في عدد من المحاور حول العاصمة طرابلس بين الكتائب والقوات الموالية للمجلس الرئاسي، وقوات تابعة للمشير خليفة حفتر.
ووسط هذه التطورات العسكرية الخطيرة من جانب قوات حفتر تجاه العاصمة طرابلس، لاحت في الأفق من جديد خريطة أمريكية، لإنهاء الصراع في ليبيا، وتتمثل في خطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، يعود تاريخها لأقاليم الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر.
والخطة الأمريكية كشفت عنها في وقت سابق صحفية "غارديان" البريطانية، إذ قالت - ما هو نصه - إن مسؤولًا أمريكيًّا عرض خريطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول على أساس أقاليمها الثلاثة القديمة، مرسومة على "منديل"، طرابلس في الغرب، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب.
والخلافات في ليبيا ربطها محللون بجهات إقليمية تسعى بكل ما ملكت يمينها أن تغيّب الحل السياسي وتصل بالأزمة إلى حد التعقيد عن طريق الحل العسكري، ما يسير في خط متناسق مع مخطط التقسيم.
في هذا السياق، قال محمد تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بالرباط، "نحن نعلم اليوم جيدا أن ليبيا تعاني من حرب أهلية وقد تؤدي إلى لا قدر الله إلى تقسيم ليبيا، ونحن نعلم أن نوايا هذا التقسيم موجودة في الاستراتيجية الدولية، يكفي أن أشير إلى أن جريدة نيويورك تايمز نشرت منذ شتنبر 2013، خريطة متبوعة بتفاصيل حول كيفية تقسيم المنطقة وهذا نوع جديد من سايكس بيكو بحيث ترى هذه الخريطة بأن هناك رغبة لدى بعض الجهات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي أوروبا الغربية إلى أن يتم تقسيم هذه المنطقة إلى بدل 5 دول قد تصبح 14 دولة ووضعوا في الخريطة تقسيم ليبيا إلى 3 مناطق".
وأضاف الحسيني في تصريح ل"الأيام24"، أن "بوادر هذا التقسيم أصبحت تظهر الآن في محاولة دول أخرى تحقيق توازن بين قوات حفتر والقوات السلطة الوطنية المعترف بها دوليا".
يأتي ذلك، بعدما جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الأربعاء بالرباط، دعوة المملكة المغربية للأطراف الليبية كافة إلى تغليب المصلحة العليا والانخراط بجدية في المسار السياسي.
وقال بوريطة، في تصريح للصحافة عقب خلال مباحثات أجراها مع جمعة القماطي المبعوث الشخصي لفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني بدولة ليبيا، إن المغرب "يتابع بقلق عميق تطورات الوضع في ليبيا خاصة في ظل التصعيد العسكري الذي وصل إلى مشارف العاصمة طرابلس، وما قد يخلفه من مآس إنسانية وآثار على الاستقرار في هذا البلد المغاربي".
وشدد الوزير على أن المغرب يؤكد على "أن الخيار العسكري ليس من شأنه سوى زيادة تعقيد الوضع في ليبيا والمس باستقرار المواطنين وسلامتهم"، وأنه يعتبر أن المسار السياسي يعد الحل الأمثل للأزمة الليبية.
ومن هذا المنطلق، اعتبر بوريطة أن الحوار يعد السبيل الأمثل لتناول كل القضايا حتى الخلافية منها بين مختلف الليبيين.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أواخر 2011 من انقسام حاد في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادة خليفة حفتر، بينما يدير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج غربي البلاد، وهي الحكومة المعترف بها دوليا، إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.