شكل موضوع " السياسة الجمركية وتنافسية المقاولات" محور لقاء مناقشة نظمه فرع الشمال للاتحاد العام لمقاولات المغرب ، بطنجة أمس الخميس، وجمع بين مسؤولي إدارة الجمارك وفاعلين اقتصاديين من جهة طنجةتطوان. وقال المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة زهير الشرفي ، متحدثا بالمناسبة التي حضرها ممثلو مختلف القطاعات المهنية وأعضاء غرفة التجارة والصناعة والخدمات ، أن اللقاء يعد فرصة مهمة للحوار وتبادل الرأي وكذا لبسط الاوراش والاجراءات العملية التي اتخذتها إدارة الجمارك لتشجيع الصادرات والتجاوب مع انتظارات الفاعلين الاقتصاديين وتعزيز تنافسية المقاولة المغربية.
وبعد أن أشار السيد الشرفي الى مبادرة الدولة المغربية لتحيين النصوص التشريعية والتنظيمية لمدونة الجمارك، لجعلها أكثر مرونة وملائمة لواقع الاستثمار وللمنحى التصاعدي للصادرات الوطنية، ابرز ان الهم الاساسي لإدارة الجمارك هو مواكبة المقاولة المغربية على اختلاف اهتماماتها وتبسيط اجراءات التصدير في مدد معقولة وتقليص كلفة التصدير ، وبالتالي تعزيز تنافسية المقاولات عبر وضع نظام جمركي وأنظمة تفضيلية للتصدير والاستيراد حديثة وفعالة وقادرة على مواجهة التحديات والصعوبات الآنية والمستقبلية.
وأكد أن عمل إدارة الجمارك منكب بشكل يومي على مواكبة الطفرة النوعية التي يحدثها ميناء طنجة المتوسط كمنشأة أساسية للانفتاح أكثر على الأسواق الدولية وتقوية المبادلات التجارية مع العالم ، وكذا مواكبة التحول الكبير الذي تعرفه جهة طنجةتطوان.
وأبرز أن هذه المواكبة لا تتم فقط على مستوى البنيات التحتية الطرقية وطرق المواصلات ، بل وأيضا على مستوى البنيات الصناعية والمناطق الحرة ومناطق الخدمات اللوجيستية ، التي ساهمت في تغيير معالم الاقتصاد الجهوي والوطني ، وبالتالي دفعت إدارة الجمارك الى مسايرة هذا التطور عبر آليات تنظيمية محكمة وتوفير موارد بشرية مناسبة لمسايرة هذه الدينامية وهذا المعطى الاقتصادي بالشكل المطلوب، وكذا الاستفادة القصوى من معطى القرب الجغرافي من اوروبا لمضاعفة الصادرات واكتساح أسواق جديدة.
وأضاف أن إدارة الجمارك تتبنى اجراءات عملية وفق استراتيجية مضبوطة ومحكمة تقوم على انظمة تتبع مراحل التخليص الجمركي للبضائع والتعشير واعتماد المعالجة المعلوماتية لكل مراحل الخدمة الجمركية ،مشيرا في ذات الوقت الى ان ادارة الجمارك في عمل مستمر لتجويد خدماتها أكثر فأكثر وجعلها أكثر نجاعة بما يتجاوب مع انتظارات الفعاليات الاقتصادية المغربية والمستثمرين بشكل عام ،معتبرا أن ذلك لن يتأتى أيضا الا بالحوار الدائم بين مختلف المتدخلين والاستماع الى مرتفقي الادارة وزبنائها .
وفي هذا السياق ،أعرب الشرفي عن حرص إدارة الجمارك على مأسسة العلاقات بينها وبين الجمعيات المهنية الممثلة لمختلف القطاعات الحيوية لمعالجة المشاكل في حينها ومواجهة الصعوبات التي تعترض الفاعلين الاقتصاديين في عمليات التصدير والاستيراد على مختلف المستويات الاجرائية ، مشددا على أن الادارة وزبنائها تحدوهم رغبة مشتركة هدفها تقوية تنافسية الاقتصاد المغربي وتعزيز موقع المغرب في الخريطة الاقتصادية العالمية .
وشكل اللقاء فرصة للفعاليات الاقتصادية بجهة طنجةتطوان للدعوة الى تبسيط وتسريع الاجراءات الجمركية اكثر فأكثر بغرض الإسراع في عمليات تصدير واستيراد البضائع والمعاينة والتفتيش ، لما في ذلك من فوائد كبيرة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
ودعا المشاركون في هذا اللقاء إلى التقليل من التكاليف، وتعزيز الموارد البشرية الجمركية العاملة بمختلف المناطق الجمركية، وفتح آليات التشاور والتواصل المستمر بين ادارة الجمارك والمعنيين ،وكذا دعم تطوير الانظمة الالكترونية المرتبطة بالمعطيات والإجراءات الجمركية .