في زيارة تاريخية، حل الأمير هاري، وعقيلته ميجان، دوقة "ساسكس"، مساء السبت، بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء في زيارة تمتد من 23 إلى 25 فبراير الجاري. ووجد الأمير البريطاني وزوجته في استقبالهما بمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء السفير البريطاني المعتمد لدى المغرب، توماس رايلي، وزوجته، بالإضافة إلى والي جهة الدارالبيضاء ومسؤولين مغاربة.
وبهذه المناسبة قال السفير البريطاني إن المغرب يشهد حركة تطوير وتحديث سريعة، وأن بنيته التحتية مثيرة للإعجاب، مشيرا إلى أن المغرب لديه رؤية استراتيجية للتنمية في القارة الأفريقية.
وأشاد رايلي بتمسك المغرب بالتقاليد، إذ قال: "المغرب مثله مثل مقولة "الشخص الذي يعرف ماضيه، يملك زمام مستقبله"، مضيفا أن المغرب "عازم على ألا يكون تحديثه وعصرنته على حساب روابطه بماضيه، وبالتالي يستعين بعناصر ماضيه هذه كوسيلة لهذا التحديث".
وأوضح السفير البريطاني أن زيارة هاري وميغان "سوف تظهر دعمهما للأهداف التي يسعى إليها المغرب، وهي مماثلة إلى حد كبير لقضايا أثيرة على نفسيهما"، مشيرا إلى أن من بين أهداف الزيارة الملكية زيارة مشاريع تعليم الفتيات، ومقابلة نساء مغربيات متمكنات، والتعرف على حرف يدوية يتدرب فيها رجال ونساء على ممارسة المهارات الحرفية التقليدية.
وقال السفير البريطاني، في تصريح بالمناسبة، إن "البنية التحتية المغربية باتت مثيرة للإعجاب، حيث إن طرقاته وموانئه ومطاراته ترفع رأس أي بلد في العالم تقريباً، خصوصا أنه يتضمن أول قطار فائق السرعة في أفريقيا".
وتطرق السفير رايلي، في لقاء مع الصحافة اليوم السبت، إلى التطور الذي يشهده ميناء طنجة المتوسطي منذ إنشائه قبل عشر سنوات، بالإضافة إلى محطة نور للطاقة الشمسية في الصحراء قرب ورزازات، والتي تعد الأكبر من نوعها في العالم.
وتابع أن "الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، فلدى المغرب رؤية استراتيجية للتنمية في القارة الأفريقية، بالاشتراك مع باقي دولها"، مضيفا أن "مدينة الدارالبيضاء المالية صُمِّمَت بشكل يجذب شركات خدمات المال والأعمال ليكون المغرب بمثابة مركزها الأفريقي. وهناك مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي تعكف على تطوير الأسمدة لاستخدامها في المناطق القاحلة والصحراوية في جنوب الصحراء الكبرى".
وقال الدبلوماسي البريطاني إن المغرب مر بأوقات عصيبة أثناء ما يسمى بالربيع العربي، مشيرا إلى أنه يوجد في وضع أفضل من جيرانه بفضل الإصلاحات التي باشرها الملك محمد السادس قبل سنة 2011. وأضاف أن المغرب في ظل قيادة العاهل المغربي أصبح في وضع جيد يمكن من خلاله الاستجابة إلى الاحتجاجات الشعبية.
وقالت أليسون كينغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الزيارة جاءت بطلب من الحكومة البريطانية، مشيرة إلى أنها الزيارة الأولى من نوعها إلى دولة عربية من قبل الأمير هاري وعقيلته.
وأضافت كينغ أن الزيارة "تؤكد تزايد قوة وعمق العلاقات الثنائية بين بريطانيا والمغرب، وأهمية المغرب بالنسبة إلى المملكة المتحدة كدولة أفريقية وعربية مستقرة، تتمتع برؤية استراتيجية للنمو والتنمية، التي تشمل جميع مكونات المجتمع".
وتابعت قائلة: "سيكون التركيز الرئيسي للزيارة على دور التعليم وتمكين المرأة والشباب من بناء المغرب الحديث، وهناك أيضا التركيز على كيفية استخدام التقاليد للمساعدة في الانتقال إلى الحداثة".